منذ اليوم الأول لإعلانه الحرب المزعومة على ما سمّاه الإرهاب لم يدّخر حفتر جهدًا للحصول على الدعم الذي قد يساعده في بسط سيطرته على ليبيا، وكان العامل الأهم هو العنصر البشري المتمثل في المقاتلين، وعلى رأسهم المرتزقة الروس والجنجويد وأخيرا السوريون.
فقد ازدادت في المدة الأخيرة علاقة حفتر بنظام الأسد الذي ينسق مع شركة الفاغنر الروسية في تجنيد المرتزقة وتدريبهم ومن ثَمّ إرسالهم من قواعد عسكرية في سوريا إلى شرق ليبيا، كما تضاعف عدد الرحلات بين بنغازي وسوريا مع استخدام روسيا لقواعد عسكرية سورية لإرسال معدات إلى ليبيا، وفق القيادة العسكرية في إفريقيا “أفريكوم” .
وقد أكدت وكالات ومنظمات وجهات عسكرية عدة، وجود المرتزقة السوريون إلى جانب الروس على الرغم من نفي المتحدث باسم حفتر أحمد المسماري ذلك.
تأكيد أول
وجاء أول تأكيد من الأمم المتحدة لوجود مرتزقة سوريين مع حفتر، في تقرير سُلّم لمجلس الأمن الدولي في 24 أبريل الماضي، وكشفت فيه عن وجود مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية ومقاتلين سوريين جاؤوا من دمشق لدعم خليفة حفتر.
ووفق التقرير، فقد تأكد فريق الخبراء بالأمم المتحدة من أن العديد من هؤلاء المقاتلين السوريين نُقلوا إلى ليبيا من سوريا عن طريق “أجنحة الشام” التي سيّرت 33 رحلة.
وقدّر خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم “عدد المقاتلين السوريين الذين يدعمون عمليات حفتر بأقل من 2000”
تجنيد متصاعد
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تصعدت عمليات تجنيد شركة الفاغنر الروسية للسوريين في درعا والسويداء وحمص والحسكة وحماة ودير الزور؛ لإرسالهم للقتال مع حفتر.
وأوضح المرصد، في بيان له، أن روسيا تواصل لعبها على الوتر المادي مستغلةً سوء الأحوال المعيشية في ظل الانهيار المتواصل للاقتصاد السوري.
وقال المرصد السوري، إن تَعداد المجندين ممن وصلوا إلى ليبيا ومن يستعدون للانتقال إليها، بلغ حتى اللحظة 2700 مرتزق من محافظات الرقة وحمص واللاذقية والحسكة والسويداء ودير الزور.
متى بدأ التجنيد؟
ومن جانبها، نشرت صحيفة “لومود” الفرنسية، أن تجنيد الفاغنر للسوريين بدأ في 2018، إذ تحدثت المصادر إلى وصول 1500 مقاتل من الكوماندوز السوريين المدربين جيدا إلى بنغازي بالتنسيق مع قائد الأمن السوري “ع.لي مملوك”
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم المقاتلين السوريين الذين يقاتلون مع حفتر ينحدرون من منطقة الغوطة في ضواحي دمشق، والسويداء ذات الغالبية الدرزية، وتتراوح مرتباتهم بين 800 و 1500 دولار.
ما علاقتهم بالجيش السوري الحر؟
وفي السياق ذاته، تحدثت وكالة رويترز، في يونيو الماضي، عن تسارع عمليات تجنيد روسيا لمقاتلين من سوريا لدعم خليفة حفتر في مايو الماضي، فقد جرى تجنيد مئات المرتزقة، بينهم 300 مقاتل من منطقة حمص وسط سوريا وحدها، بينهم عناصر سابقون بالجيش السوري الحر.
وأضافت رويترز أن شركة فاغنر الأمنية الخاصة الروسية هي التي تتولى بتجنيد المقاتلين من سوريا تحت إشراف الجيش الروسي، وكان مقاتل سابق بالشركة قال إن أول دفعة من المقاتلين السوريين إلى ليبيا أرسلت عام 2019.
كما أن موسكو جندت أكثر من 900 سوري للقتال في ليبيا خلال مايو الماضي، ويجري تدريبهم في قاعدة عسكرية بحمص قبل نقلهم إلى ليبيا، وخصصت لهم أجور شهرية تتراوح بين 1000 و2000 دولارن بحسب الوكالة.