بعد أن فعلت مليشيات حفتر كلَّ ما تريد من إغلاق للموانئ النفطية وتكبيد الدولة خسائر بالمليارات وصولا إلى جلب المرتزقة الأجانب وتمكينهم من ثروات الشعب.
ها هي اليوم تفصح عن وجهها الحقيقي الذي يتصف بانعدام المسؤولية والتخلي عن أدني مستويات الوطنية المتمثلة في حماية ورعاية أموال الليبيين، وتجلّى ذلك بوضوح في الاشتباكات المسلحة بينها بالأسلحة المتوسطة في قلب منشآت النفط.
انعدام المسؤولية
المؤسسة الوطنية للنفط دقت ناقوس الخهطر مجددا وعبّرت عن قلقها من الاشتباكات التي وقعت في البريقة بين مليشيات الصاعقة وحرس المنشآت النفطية التابعين كلاهما لحفتر، على بُعد مئات الأمتار من خزانات النفط، وتبادلهم للرماية باستعمال أسلحة نارية متوسطة من عيار 23 وقذائف “آر بي جي”.
وأضافت المؤسسة، بحسب صفحتها الرسمية، أن هذه الأحداث تعكس انعدام المسؤولية وعدم وجود أي انضباط عسكري من أي نوع لدى هذه المجموعات، محذرة من خطورة أفعالهم على سلامة المنشآت النفطية والعاملين بها.
انسحاب المرتزقة
كما أدانت المؤسسة قبل أيام ما قالت إنه تمركز مرتزقة مجموعة فاغنر والمرتزقة السوريون والجنجويد في المنشآت النفطية، وآخرها ميناء السدرة النفطي.
وطالبت المؤسسة بانسحابهم فورا من جميع منشآتها، كما دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إرسال مراقبين للإشراف على إنهاء الوجود العسكري في مناطق عمليات المؤسسة في كافّة أرجاء البلاد.
خسائر بالمليارات
وأعلنت الوطنية للنفط في 16 يوليو الجاري، بلوغ إجمالي خسائر إغلاق الموانئ والحقول النفطية نحو 7 مليارات و15 مليون دولار، بعد 180 يوما على الإغلاق القسري.
وكان الناطق باسم مليشيات حفتر أحمد المسماري أعلن استمرار إغلاق الموانئ والحقول النفطية، عقب إعلان المؤسسة رفع “القوة القاهرة” عن صادراتها، وهو ما أثار موجة استياء وغضب محليا ودوليا.
ردّ قاسٍ
السفارة الأمريكية في ليبيا قالت، في بيان لها في 12 يوليو الجاري، عقب إعلان المسماري استمرار إغلاق النفط، إن غارات مرتزقة فاغنر على مرافق المؤسسة الوطنية للنفط، و”الرسائل المتضاربة المصاغة في عواصم أجنبية التي نقلتها ما تسمّى بـ “القوات المسلحة” في 11 يوليو، أضرّت بجميع الليبيين”.
كما صرح رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله عقب هذا البيان، أن الإمارات العربية المتحدة هي من أعطت التعليمات لمليشيات حفتر بإغلاق النفط، مشددا على ضرورة أن تكون هناك عواقب لأفعال الدول “المقوِّضة لقواعد النظام الدولي التي تدمّر ليبيا”.
وأغلقت جماعات قبلية موالية لحفتر في 17 يناير الماضي، ميناء الزويتينة النفطي قبل أن تغلق كل الموانئ والحقول النفطية بعد ذلك.