ما أن طُردت ميلشيات حفتر من المنطقة الغربية حتى وجد معسكر الكرامة نفسه وحيدا يحاول إنقاذ ما تبقى بعد أن كانوا يمنون أنفسهم دخول طرابلس والرقص على جثث سكانها ومنازلهم المدمرة.
فتارة يستنجدون بفرنسا، وتارة بمصر وروسيا، على الرغم من أن هذه الدول أصلا دعمت عملية الكرامة سنين، خاصة خلال عدوانها على طرابلس. فبينما تربض حاملة الطائرات الفرنسية “شارك ديغول” قبالة سواحل سرت يخرج علينا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات يقول فيها، إن بلاده لم تدعم هجوم حفتر على العاصمة، وتسعى حاليا للسلام والاستقرار في ليبيا في مشهد متناقض يثبت أن فرنسا لم تكن يوماً تريد أن يحل السلام بين الليبيين، بل تريد تنصيب حفتر عميلا لها لحكم ليبيا.
المتحدث باسم حفتر “أحمد المسماري” قال في مؤتمر صحفي، إنه في حال قامت الحرب في سرت والجفرة فإن فرنسا ستقف معهم، وكأنها لم تكن معهم منذ بداية مشروع حفتر عام 2014.
فرنسا التي طالما كانت تدعم ميلشياتهم في حربها على طرابلس بأسلحة وذخائر عثر عليها في عدد من المناطق في ليبيا، ومن بينها مدينة غريان يوم تحريرها في الـ26 من يونيو العام الماضي.
وتابع المسماري حديثه، إن الحرب القادمة لن تكون حرب ليبية فقط، في إشارة إلى توقعهم مشاركة عدد من الدول فيها لدعم معسكر الكرامة والمتمثل في فرنسا ومصر، ومرتزقة الفاغنر الروس الذي بلغ عددهم أكثر من 2000 مرتزق، وفقا لبيان “الأفريكوم” الأخير.
من جهته، أعلن مدير ما يسمى بالتوجيه المعنوي التابع لحفتر، خالد المحجوب، إنه يحق لمصر التدخل في ليبيا، مطالباً إياها بمساعدتهم، ومد يد العون لهم، وهذا ما ثبت بالصور والمشاهد التي تظهر إمدادات عسكرية قادمة من مصر، ووصول سفينة من مصر إلى ميناء طبرق على متنها 40 حاوية تحمل إمدادات عسكرية، وكميات من الذخائر لميليشيات حفتر في أوقات مختلفة.
ويأتي هذا بعد أن أعلن مجلس نواب طبرق قبل يومين أنه أجاز لمصر التدخل عسكريا في ليبيا، مطالباً الجيش المصري بالتدخل، بيد أنه لم يلق قبولاً ولا ردا عليه ولا ترحيباً من مصر.
سبقت المطالبات تلويح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في الـ20 من يونيو الماضي، بتدخل الجيش المصري في ليبيا، وبتسليح القبائل، وأطلق بعدها بأسابيع مناورات عسكرية برية وبحرية وجوية قرب الحدود الليبية.
وتأتي كل تلك المناشدات والمطالبات والبيانات بعد توالي خسائر حفتر وميلشياته المتتالية مع أخبار تتوارد عن عملية عسكرية قريبا لقوات الجيش في مدينة سرت.