كشفت دراسة ألمانية حديثة أن فيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2” من الممكن أن يصيب القلب أيضا، في وقت أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن فريقا توجه إلى الصين لإجراء تحقيق في منشأ فيروس كورونا.
وقال ديرك فيسترمان المشرف على الدراسة التي أجراها المستشفى الجامعي “هامبورج-غبندورف”، اليوم الجمعة في هامبورغ، إن فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 من الممكن أن يصيب خلايا القلب ويتكاثر فيها.
وأضاف فيسترمان أن الفيروس قادر أيضا على تغيير النشاط الجيني لخلايا القلب المصابة.
وفي المقابل، لم توضح الدراسة ما إذا كان لذلك تأثيرات على المسار المرضي لمرضى القلب.
وجاء في بيان للمستشفى الجامعي أن النشاط المتغير للجينات في خلايا القلب من الممكن أن تكون له عواقب طويلة المدى على صحة المصابين.
وأكدت الدراسة ضرورة إجراء سلسلة من الفحوص على مرضى كورونا الأحياء في المستقبل.
قلوب مرضى ماتوا بكورونا
وأجر المستشفى الجامعي الدراسة على 39 مريض قلب متوفى عقب إصابتهم بفيروس كورونا، وكان متوسط أعمارهم 85 عاما.
وتمكن الباحثون من رصد الفيروس في أنسجة القلب لدى نحو ثلثي المرضى.
وجاء في بيان للمستشفى الجامعي أن الباحثين عثروا في 16 حالة على الفيروس بكميات قد تكون لها آثار سريرية.
ومن المقرر نشر الدراسة في دروية “جاما كارديولوجي”.
سهولة الانتقال
ووصف أنتوني ستيفن فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وخبير المناعة الأميركي وعضو فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا، جائحة الفيروس بأنها “أسوأ كابوس” لخبراء الصحة؛ نظرا لسهولة انتقاله بين البشر.
وقال فاوتشي، الخميس في لقاء مع وسائل الإعلام، إن “قدرة العدوى التي يظهرها الفيروس ملفتة في الواقع”.
وقالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن فريقا تحضيريا تابعا للمنظمة توجه إلى الصين لإجراء تحقيق في منشأ فيروس كورونا.
ويُعتقد أن الفيروس ظهر في سوق للجملة في مدينة ووهان بوسط الصين أواخر العام الماضي، بعد أن قفز على الحواجز بين الكائنات الحية لينتقل من مملكة الحيوانات ويصيب البشر.
وقالت المتحدثة مارغريت هاريس في إفادة في مقر الأمم المتحدة بجنيف، إن خبيرين من المنظمة في صحة الحيوان وعلم الأوبئة سيعملان مع العلماء الصينيين لتحديد نطاق التحقيق ومساره.
وأضافت أن ذلك سيشمل مفاوضات حول قضايا من بينها تكوين الفريق الكامل للتحقيق والمهارات المطلوبة.
وقالت هاريس “إحدى القضايا الكبرى التي يهتم بها الجميع، وبالطبع لهذا السبب نرسل خبيرا في صحة الحيوان، هي ما إذا كان (الفيروس) انتقل من كائنات أخرى إلى الإنسان، وما الأنواع التي انتقل منها”.
وتابعت “نعلم أنه يشبه إلى حد بعيد الفيروس الموجود في الخفافيش، ولكن هل انتقل عبر أنواع وسيطة؟ هذا سؤال نحتاج جميعا للإجابة عنه”.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايكل بومبيو إن الفيروس ربما جرى تخليقه في مختبر في ووهان، لكنهما لم يقدما أي دليل على ذلك.
وتنفي الصين ذلك بشدة، لكن علماء وأجهزة مخابرات أميركية قالت إن الفيروس نشأ في الطبيعة.
المصدر: الجزيرة
