عندما عجزت الدول الداعمة لحفتر عن تحقيق مخططاتها بتمكين حفتر من السلطة في ليبيا، وبعد فشله في السيطرة على طرابلس، وبعد جلبه للمرتزقة الروس والجنجويد من السودان ومن تشاد ومن عدد من الدول الأخرى لم يجد حفتر من حيلة إلا أن يمكن المرتزقة بتمويل إماراتي، وبدعم مصري من مقدرات الشعب الليبي.
تلك الدول تكشف عن أقنعتها، بدفع مرتزقتها، وأخرى تدفع لهم للسيطرة على مرافئ وحقول النفط، والتي هي ثروة الليبيين وفيها مقدرات حياتهم ومستقبل حياة الأجيال، في استباحة مكشوفة ومفضوحة.
وكعادته غاب إعلام حفتر الذي سوق في الفترة الأخيرة التعاون الليبي التركي على أنه احتلال عثماني يريد السيطرة على النفط الليبي في خطاب تعبوي دون وجود أدلة على اقتحام قوات تركية للمرافق النفطية في ليبيا على غرار ما فعله مرتزقة حفتر.
الشرارة في قبضة المرتزقة
المؤسسة الوطنية للنفط المسؤول الأول عن إدارة النفط ومنشآته في ليبيا، أكدت على لسان رئيسها مصطفى صنع الله، سيطرة المرتزقة الروس وغيرهم من الأجانب على عدد من الحقول النفطية، واستمرار دفع مبالغ طائلة للمرتزقة الأجانب لمنع المؤسسة من القيام بواجباتها الأساسية.
وقبل ذلك أكد تقرير خبراء الأمم المتحدة سيطرة مرتزقة “الجنجويد” على ميناء رأس لانوف؛ لتمكين حفتر من الذهاب إلى طرابلس الذي شن عدوانا خاسرا عليها في 4 من أبريل العام الماضي.
زلة والظهرة تحت سيطرة المرتزقة
من جهتها أبدت لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس النواب، انزعاجها البالغ من تمكين قوات الفاغنر الروسية من حقل الشرارة، ومطار رأس لانوف، وتمكين المرتزقة الجنجويد، والأفارقة من حقل الغاني وزلة والظهرة والمبروك بتمويل إماراتي ودعم مصري.
وخاطبت اللجنة، في بيان صادر عنها المجتمع الدولي، بأن هذه الأعمال سيكون لها عواقب وخيمة إن لم تُتدارك حالاً، فالشعب الليبي لن يرضى بأن يرتهن لقرارات ومراهنات الدول ذات المصالح والأطماع في خيراته وثرواته.
تعاون مشترك
في مقابل ذلك قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي “فاتح دونماز”، إن بلاده تخطط للتعاون مع المؤسسة الوطنية للنفط حول أنشطة التنقيب عن النفط والغاز، مشدداً على أن النفط والموارد الطبيعية التي تتمتع بها ليبيا يجب أن تُستخدم في تنمية البلاد وتحقيق الرخاء للشعب الليبي.
وأضاف “دونماز” أن بلاده تخطط لعقد شراكات مع ليبيا في الحقول الموجودة بالبلاد وفق مبدأ ”الكل رابح”، منوها بوجود موقف إيجابي من الجانب الليبي، حسب تعبيره.