صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية دعت إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، وأعربت عن انزعاجها من ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين جراء استمرار المعارك، لكنها في الوقت ذاته نأت بنفسها عن التعليق على المبادرة المصرية بشأن العودة إلى المفاوضات والحل السياسي، ولذلك فإن هذه المبادرة في طريقها للفشل قبل مناقشة بنودها بل قبل أن ترى النور بالنظر إلى الرفض السريع والحازم من قبل الطرف الأساسي في أي حوار ألا وهو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
إطار أكثر إنتاجية
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمكتب شؤون الشرق الأدنى “ديفيد شينكر”، في تصريح صحفي، إن العملية التي تقودها الأمم المتحدة ومخرجات برلين هي حقا الإطار الأكثر إنتاجية من أجل بدء المفاوضات ووقف إطلاق النار.
وأعرب “شينكر”، بحسب وكالة “فرنس برس”، عن تقديره لجهود مصر، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد في سبيل الوصول إلى حالة من الوحدة بين الأطراف الليبية، مشددا في الوقت ذاته على أن يجتمع الليبيون من كل الأطراف حتى لا تستطيع روسيا التدخل في شؤون بلادهم.
اقتراح القاهرة
مصر أحد الرعاة الرسميين لعدوان خليفة حفتر على طرابلس أعلنت، في 7 يونيو الجاري، ما وصفتها بالمبادرة المصرية التي تسعى، بحسب مقدميها، إلى الوصول إلى حل ينهي الانقسام الليبي ويحد المؤسسات السيادية في البلاد.
وجاء في مقترح السيسي المزعوم للحل تجديد الكلام عن طرد من وصفها بـ”المليشيات” من العاصمة، في إشارة إلى الجيش الليبي وعملية بركان الغضب، والعمل على نزع سلاحها والدعوة الى عقد مفاوضات بهدف تغيير المجلس الرئاسي واستبداله بمجلس يتكون من رئيس ونائبين يختارون من الأقاليم التاريخية الثلاثة للبلاد.
رفض وفاقي
حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة عبّرت عن شكها في المبادرة المصرية، وعدّتها وسيلة لكسب الوقت عقب خسارة حفتر، وكذلك كان رأي تركيا الحليف الأبرز لحكومة الوفاق.