تحت هذا العنوان، قالت صحيفة الـ “واشنطن بوست”، إن هجوم 14 شهرا ممن أسمته “أمير الحرب المنشق خليفة حفتر” ضد الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، في تراجع كامل.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، في تقرير أعدته بخصوص ليبيا، أن حكومة الوفاق تكافح من أجل الشرعية، في ظل نزاع أدى إلى موت الآلاف، وتشريد عشرات الآلاف من الليبيين، مشيرة إلى أن حفتر حاصر طرابلس في وقت ما مع قواته، التي شملت فصائل من المرتزقة من الروس ومن السودانيين.
وأوضحت الصحيفة أن المعارك بين حكومة الوفاق وحفتر تحولت إلى حرب بالوكالة، فالطرف الأول والمتمثل في حكومة الوفاق، التي تدعمها تركيا، فيما تدعم حفتر مصر والإمارات وروسيا وفرنسا، فيما يعاني حفتر مشكلة، بعد فقدانه ترهونة آخر معاقله في المنطقة الغربية، والتي كانت بمثابة انعكاس درامي لحظوظ حفتر، وفق الصحيفة.
ووفق التقرير، قال خبير ليبيا في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ولفرام لاشير، إن سقوط ترهونة يعني نهاية هجوم حفتر على طرابلس، وتمت هزيمة قواته، وسيعيد الكثيرون في تحالفه النظر في ولاءاتهم.
ومن جهته قال المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية طارق مجريسي، لصحيفة نيويورك تايمز، إن “جميع المتجهات لدينا تتغير”، ومن غير الواضح كيف ستبدو الأمور بمجرد أن يستقر الغبار، ولكن حفتر في الرمق الأخير”، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة، إن روسيا تلعب لعبة مزدوجة؛ لأنها تدعم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتقاسم السلطة، بينما ترسل طائرات ومرتزقة لدعم حفتر في الشرق الغني بالنفط، مشيرة إلى أن حفتر، الذي قادته انتهازيته المزعومة إلى متابعة صفقات نفطية غير مشروعة في أماكن بعيدة مثل فنزويلا، قد لا يحظى بقبول الحكومات التي تدعمه.
فيما حذر عضو المجلس الأطلنطي كريم مزران مما أسماه واقع “التقسيم الفعلي لليبيا الذي قد يصبح حقيقة” في ظل غياب الإرادة الحقيقية للمجتمع الدولي للتوصل إلى توافق وسلام في البلاد.
ورد عليه تيد جالين كاربنتر من معهد “كاتو الليبرالي” في واشنطن، إن هذا ليس سيناريو لطيف، لأنه “من المرجح أن يشبه الانفصال في ليبيا، انفصال جنوب السودان، والذي خلق الفوضى في جنوبه.
يشار إلى أن صحيفة الـ”واشنطن بوست” وصفت في تقرير نشرته في ديسمبر من العام الماضي، خليفة حفتر بـ “أمير الحرب” واتهمت دول “مصر والإمارات وفرنسا والأردن” بدعم التمرد على الشرعية في ليبيا.