in

مقابلة خاصة مع رئيس المجلس التسييري لترهونة

شدد رئيس المجلس التسييري لترهونة “محمد علي الكشر” على أن العصابات التي كانت تسيطر على المدينة خلّفت تركة كبيرة وعداوات مع الليبيين كافة، وعدّ العمل على تصحيح ذلك من أوليات مجلسه، مؤكدا عودة المدينة إلى حضن الوطن برجالها الأنقياء الذين لم يشاركوا في جرائم هذه العصابات.

وفي مقابلة مطولة مع شبكة الرائد الإعلامية، أكد “الكشر” حاجة المدينة اليوم إلى الوقود والسيولة النقدية وخدمات اتصالات، داعيًا أهالي المدينة ممن لم يتورطوا في القتل والاختطاف وهدم البيوت إلى العودة إليها.

فإلى نص الحوار ،،،

1 ـ هل لك أن تصف لنا وضع المدينة أثناء اختطافها من عصابات الكاني لعدم أعوام، وبعد تحريرها منهم؟

أولًا نترحم على شهدائنا وندعو لجرحانا بالشفاء العاجل، ونسأل الله أن يوفق العباد لما فيه خير البلاد وصلاحها.

أما حال المدينة فبعد اختطافها من مليشيات حفتر ومليشيا الكاني، مرّت بأزمة فعلية في توفير رجال الأمن والأساسيات الضرورية والخدمية للمواطن البسيط؛ لاختطاف جميع الخدمات من الزمرة الفاسدة التي كانت تسيطر على المدينة بيد من حديد؛ ولذلك نعاني حاليا بعد تحريرها أشد المعاناة من نقص رجال الشرطة والمرور والدفاع المدني، وأغلب الموظفين في معظم القطاعات؛ إذ هناك من اختفى عن أنظارنا نتيجة الخوف من الأحداث الأخيرة، وهناك من تورط في خطف الأبرياء وقتلهم أو شارك في الحرب على العاصمة طرابلس، ولهذا نُعِدّ العدة لسد هذا الفراغ قدر الإمكان مع مديرية الأمن بإذن الله تعالى.

2 ـ ذلك يقودنا إلى السؤال عن ما هي أبرز احتياجات المدينة اليوم؟

المدينة بحاجة إلى كل الخدمات الأساسية من وقود وغاز طهي واتصالات وإنترنت، وتوفير السيولة للمصارف، ودعم المستشفيات بالمعدات والمواد اللازمة، فالمدينة اختطفت لـ 14 شهراً أصبح خلالها مستشفاها العام كالمستشفى الميداني لا يستقبل إلا قتلى الانقلابيين والمتمردين وجرحاهم، ونحتاج إلى وقفة جادة من وزارة الصحة لدعمه بجميع المعدات الضرورية ليستأنف عمله.

وعقب زيارتي الميدانية للمستشفى، تبيّن لي أن قسم غسل الكلى يعمل بإمكانيات محدودة جداً، وسنسعى إلى توفير ما ينقصه بإذن الله تعالى، كما أن المستشفى يحتاج إلى معدات لتعقيم الثلاجات التي كانت تحوي كثيرا من الجثث المتحللة؛ خوفا من انتشار البكتيريا فيها، وهي جثث لأشخاص من ترهونة وليبيا كافة.

ماذا بشأن السيولة والبنزين؟

تعاني المدينة منذ مدة طويلة نقصا في السيولة والوقود بأنواعه وغاز الطهي، ولكننا سنوفرها في أقرب وقت بإذن الله.

4 ـ لو حدثتنا عن أبرز الأضرار التي لحقت بترهونة أثناء سيطرة المليشيات عليها، وهل تأكد لكم تحويلها المدارس إلى مواقع عسكرية؟

فيما يتعلق بممتلكات المواطنين الخاصة فقد لحقتها أضرار كبيرة جدا، خاصة من هُجّروا من المدينة عندما أعلنت العصابة المسيطرة على المدينة ولاءها لمشروع الكرامة الانقلابي، فهدمت بيوتهم وسلبت وانتهكت حرماتها، واستغل بعضها لتخزين الذخائر، وأعطي بعضها للعصابات التي لديها انتماء شديد للمليشيا التي كانت متحكمة في مصير ترهونة.

أما المدارس والمباني التعليمية فقد استغلتها مليشيا الكاني وعصابات المتمرد عسكريا، فوضعت بها منصات “كورنيت” ومدفعية، وخلّفت بها أضرارا نتمنى ألّا تكون كبيرة جداً، كما عبث الجنجويد والقوات الأجنبية الأخرى التابعة لمليشيات حفتر بأثاثها من أبواب ونوافذ ومزقت ملفات الطلاب.

5 ـ عثرت قوات الجيش الليبي والقوات المساندة لها على 106 جثث لمن قتلتهم عصابات الكاني، كما أن هناك بلاغات عن مقبرة جماعية بالمدينة، وهل توفرت لكم معلومات عن هويات أصحاب تلك الجثامين؟

بخصوص الجثامين التي وجدت في مستشفى ترهونة، فتعود لأشخاص من ترهونة ومن ليبيا كافة، منهم من قاتلوا هذه العصابة المارقة الانقلابية، إضافة إلى جثامين لأبناء الشرق، ولأشخاص من ذوي البشرة السمراء، لا أعلم إن كان أصحابها ليبيين أم من الجنجويد السودانيين، وقد بدأ الكشف عن الجثث، ونقل عدد منها إلى مصراتة وطرابلس عبر الهلال الأحمر.

وقد بلغني اليوم أن أحد أبناء منطقة الداوون بترهونة جرى التعرف على جثته في مدينة مصراتة، نسأل الله أن يتقبله في الشهداء.

6 ـ ماذا بشأن أهالي ترهونة الذين نزحوا إلى خارج المدينة، هل عاد أي منهم، وهل دعوتموهم إلى العودة؟

ندعو الأهالي النازحين إلى العودة، وقد تلقيت اتصالات من عدة عائلات نزحت من ترهونة، وكما ذكرت في السابق فإن أي عائلة ليس لديها ابن تلطخت يديه بالدماء أو شارك في قصف طرابلس أو تورط في خطف الليبيين على الهوية، أو شارك في هدم البيوت أو سرقتها ـ ندعوها إلى أن ترجع لبيتها آمنة مطمئنة ولن يمسها أحد، أما من تلطخت أيديهم بالدماء، واختطفوا الليبيين على الهوية، وقصفوا العاصمة والبلديات المجاورة لها، فهؤلاء مجرمون وسيحاسبون حساباً عسيراً.

7 ـ ما أبرز الملفات التي تحظى باهتمامكم حاليا، وأبرز التحديات التي تواجهونها؟

أبرز الملفات المطروحة أمامنا، هي الخدمات الأساسية التي تمس المواطن مباشرة ـ كما ذكرت في السابق ـ وهي المحروقات والسيولة والاتصالات والإنترنت، والسيطرة الأمنية الحقيقية من وزارة الداخلية، هذه أبرز مطالبنا ومطالب المواطن في ترهونة، وسنحاول جاهدين تحقيقها.

أما التحديات فهي كبيرة جداً، فترهونة عانت كثيراً من قبضة المليشيات التي سيطرت عليها، وكذلك مما قام به المجلس الاجتماعي السابق من تهويل وتحريض في الإذاعات المختلفة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك سبب شرخا بيننا وبين أهلنا في ليبيا وجيراننا.

التحديات كبيرة جدّا إذا لم نتضامن ونمد يد العون لبعضنا في جميع البلديات المحيطة بنا، والبلديات الأخرى؛ لأننا نعلم أن العصابة التي كانت تتحكم في ترهونة خلّفت عداوة مع ليبيا كاملة لا المناطق المجاورة فحسب، وهذا من أكبر التحديات التي تواجهنا، ونحاول تجاوزها بعد أن عادت ترهونة إلى حضن الوطن بأهلها الأنقياء والبسطاء والكرماء الذين لم يشاركوا في الدماء أو القبض على الهوية، وهذا ما نسعى إليه الآن إلا أن ذلك لا يتحقق إلا بتضامننا جميعاً من أجل ليبيا بإذن الله تعالى.

8 ـ إلى أين فر المطلوبون للعدالة في ترهونة مثل محمد الكاني وصالح الفاندي وغيرهما؟

حقيقةً لا أعلم على وجه التحديد، وحسب الكلام المتداول فهناك من يقول إنهم فروا إلى المنطقة الشرقية أو إلى المنطقة الجنوبية أو غادروا البلاد نهائيًّا، والله أعلم بالحقيقة.

ختاما نسأل الله أن يتقبل شهداءنا ويشفي جرحانا، وأن نطمئن على مفقودينا، وعاشت ليبيا حرة أبية والسلام عليكم ورحمة الله.

كُتب بواسطة سالم محمد

النجار: 3 أماكن جُهزت لحجر العالقين بالخارج في طرابلس ومصراتة

من أمريكا إلى ليبيا.. “الثورة المضادة” تنزف!