in

الجيش يسابق الزمن لعودة النازحين، فماذا فعل حفتر لنازحي المنطقة الشرقية؟

تشهد العاصمة طرابلس اليوم فرحة عارمة بعد رجوع المئات من النازحين من منطقة مشروع الهضبة إلى منازلهم، بعد فراق دام نحو سنة وشهرين.

وتشير الأرقام إلى أن عدد العائلات النازحة من مناطق جنوب طرابلس بلغ 60 ألف أسرة، حاولت الحكومة رغم تقصيرها أن توفر لهم المعونات قدر المستطاع.

عودة النازحين من منطقة المشروع اليوم في زمن قياسي لم يتجاوز 15 يوما منذ تحرير المنطقة، في حين ينتظر النازحون من المناطق أخرى العودة إليها بعد الانتهاء من تفكيك المفخخات، أما نازحو بنغازي الذين دُمّرت بيوتهم وهجّروا فمضى عليهم قرابة 6 سنوات دون أي بوادر تلوح في الأفق لعودتهم وسط إهمال من حفتر.

فرض نظام دكتاتوري

شن خليفة حفتر، في أبريل من العام الماضي، عدوانا همجيا على العاصمة طرابلس؛ لفرض نظامه الدكتاتوري عليها، وتنصيب نفسه حاكما لليبيا، وقد خلّف عدوانه كثيرا من الأضرار، لكن الضرر الأكثر ألما ومعاناة هو نزوح عشرات آلاف العائلات من منازلها بعد بدء المعارك واحتدادها بجميع أنواع الأسلحة والمعدات.

جنوب طرابلس والنازحون

كانت المناطق التي لها النصيب الأكبر في نزوح العائلات هي مناطق جنوب طرابلس، ومنها عين زارة وصلاح الدين والمشروع ووادي الربيع وطريق المطار والكريمية والخلة والسواني، وشهدت هذه المناطق دمارا وخرابا كبيرين لحقا ممتلكات المواطنين سواء أكانت منازل أو محال تجارية أو مؤسسات، واضطرت العائلات إلى النزوح منها، وقدر عددهم بـ 60 ألف أسرة، أي نحو 350 ألف فرد، جلهم نساء وأطفال وعجزة عانوا الويلات جراء عدوان حفتر.

مساعدة الوفاق للنازحين

بعد بدء موجات النزوح اتخذت حكومة الوفاق إجراءات وتدابير لتخفيف معاناة المواطنين، فأعلنت صرف 1000 دينار كقيمة مالية شهرية للأسر النازحة المسجلة لدى هيئة صندوق التضامن الاجتماعي، وتشكيل لجان للتواصل معهم وإيصال المساعدات إليهم، في حين لم نرَ منذ 2014 من مسؤولي المنطقة الشرقية أي إجراءات لرفع المعاناة عن النازحين نتيجة الحرب هناك.

دعم الجيش

حقق الجيش الليبي انتصارات عديدة وطرد مليشيات حفتر من مناطق عدة جنوب العاصمة، ورجع النازحون لمنازلهم التي دمرتها المليشيات وعاثت فيها فسادا، وسرقت ممتلكاتهم، والأدهى أنها تركت وراءها ألغاما ومفخخات زرعتها لحصد أكبر عدد من أرواح المدنيين وغيرهم، ولكن الجيش أفشل سعيها، وطالب المدنيين بعدم العودة إلى منازلهم إلا بعد إزالة الألغام وتفكيكها حرصا على سلامتهم.

بدء العودة

توالت المقاطع المصورة اليوم التي تبين فرحة المواطنين النازحين بالعودة إلى منازلهم، فبعد نزوحهم لأكثر من سنة عادت العديد من العائلات إلى مناطق المشروع والسدرة بعد إعلان الجهات الأمنية السماح لهم بذلك، والتأكيد الرسمي لانتهاء فرق الهندسة العسكرية من تفكيك المفخخات التي زرعتها مليشيات حفتر في تلك المناطق متّبعةً نهج تنظيم الدولة في هذا العمل الإرهابي.

فما الذي فعله حفتر لنازحي المنطقة الشرقية الذين مرّ على نزوحهم نحو 6 سنين، وهو الذي لم يجد لهم مأوى ولم يعمر لهم بيتا ولم يلتفت لهم بالأساس بل استمرّ في بطشه وطغيانه ليصل للعاصمة ويهجر مواطنيها ويدمرها ويقتل المدنيين، لكنه وجد الجيش الليبي له بالمرصاد ليتمكن بعد بطولات سجلها من دحره وإعادة النازحين إلى منازلهم ومناطقهم المحررة.

كُتب بواسطة ليلى أحمد

“أوغلو”: حفتر لن يكسب المعركة، ولا يمكنه الصمود لولا دعم أبوظبي ومصر وفرنسا

مركز الألغام يحذر المواطنين من العودة إلى منازلهم قبل تأمينها من المفخخات