لاتزال رحلات الطائرات المقلة للمرتزقة الروس من شركة “الفاغنر” عبر مطار مدينة بني وليد مستمر ة لليوم الثاني على التوالي وقال عميد بلدية بني وليد، إن 3 طائرات عسكرية نقلت أمس عددا كبيرا من المرتزقة الروس فيما لاتزال مجموعة أخري تنتظر إجلائها، مؤكدا رفضهم تواجد أي قوة أجنبية في المدينة .
وأظهرت صور ومقاطع مصورة وصفحات تواصل اجتماعي مغادرة مجموعات من مرتزقة الجنجويد والتشاديين للأراضي الليبية، في موجة انسحابات شهدتها محاور القتال جنوب مدينة طرابلس خلال الأيام الماضية.
وجهة عدد مرتزقة الفاغنر المقدر ب1600 مرتزق وفقا للتقارير المنشورة غير معلومة حتى الآن.
ولمعرفة جدوى وأهمية هذه الانسحابات المتتالية وكذلك المفاجأة، نقلت شبكة الرائد، أراء عدد من المحللين في هذا التقرير:-
لسرقة الوقت ولتأمين هروب آمن
وقال المحلل السياسي أحمد الرواياتي، بأن سحب الروس من الغرب اليوم لتركيزهم فى هذه المحاور، وأعتقد أن مناوراتهم وتصريحاتهم هذه الأيام هي لسرقة الوقت حتى يؤمنوا هروبا آمنا من الغرب الليبي، وترتيب وإعداد محكم للمحاور المستهدفة فى خطتهم الجديدة.
وأضاف الرواياتي في تصريح للرائد، أنه مؤشر يؤكد انتهاء الحرب فى غرب ليبيا بهزيمة حفتر وشركاءه، والمسألة مسألة أيام أو أسابيع على الأكثر، وتندحر آخر مليشياته التي تحاول هنا وهناك أن تفعل شيئاً رافضة القبول بالهزيمة.
وأوضح الرواياتي، بأنه يعتقد أن بعض هذه المجموعات لم تعد تأتمر لحفتر أو قياداته، ولا أعتقد أن حفتر وشركاءه الدوليين سيستسلمون بسهولة لخسارة مشروعهم المكلف.
وبين الرواياتي، بأن استراتيجيتهم الجديدة تنصب على تركيز كل قوتهم العسكرية فى محاور الوشكة واللود لقطع الطريق على الجفرة والحقول النفطية جنوبا والمواني شرقا ليخلق حرب استنزاف عسكري وحصار اقتصادي وابتزاز سياسي طويل الأمد مع الغرب الليبي وسلطات الوفاق.
ليس انسحاباً نهائياً
ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الكبير، إنه ليس انسحابا نهائيا، فبعضهم سيبقى لتأمين ماتبقى من مملكة حفتر المتهاوية، وكذلك تأمين حقول النفط والموانئ.
ورأى الكبير في تصريح للرائد، أن مغادرتهم محاور القتال في طرابلس نتيجة الضغط الأمريكي الأوروبي، وخشية من تدخل مباشر أمريكي يقضي عليهم ولا يستطيع الروس الرد لأنهم أنكروا أي وجود رسمي لهم في ليبيا.
تخل عن شخص مهزوم
ومن جهته قال المحلل السياسي محمد غميم، إن مغادرة المرتزقة الروس هو تخل عن مغامرة شخص مهزوم، وهذا يتأكد بمغادرة المرتزقة بحسب مسار رحلات الطيران التي استخدمت لإخلائهم.
وأضاف غميم في تصريح للرائد، بأن تغير موازين القوة على الأرض لصالح حكومة الوفاق بعد توقيع الاتفاقية مع الحليف التركي وشجاعة قوات البركان الشرعية فى المعركة فرضت على روسيا أن تعيد تقديرها وحساباتها فى التعامل مع الأزمة الليبية، وأول ما نتج هو التخلي عن مساعدة حفتر فى عدوانه على طرابلس.
وتابع غميم بالقول، إن رأس الشر دويلة الإمارات مازالت تريد استمرار الاقتتال فى ليبيا، وحفتر إنما هو عبارة عن أجير عندهم ينفذ أوامرها.
فهل انسحاب مرتزقة الفاغنر من محاور جنوب طرابلس عبر مطار بني وليد يعد انسحابا لغرض إعادة التموضع في محاور أخرى، أم أنه انسحاب كلي من ليبيا خاصة بعد الضغط الضغط الأمريكي والهزائم التي تلقتها ميليشيات حفتر مؤخرا على يد قوات الجيش الليبي في مدن الساحل الغربي وقاعدة الوطية ومحاور جنوب طرابلس؟