تكرر ورود اسم الإمارات في تقارير الأمم المتحدة ضمن الدول المتورطة في دعم عدوان حفتر على العاصمة منذ إعلانه، وهذه المرة كشف تقرير سري لفريق الخبراء عن إنشاء أبوظبي جسرا جويا لدعم حفتر وتزويده بالعدة والعتاد وتمويل حربه وجلب المرتزقة للقتال في صفوف مليشياته، وسيرت طائراتها عبر القواعد الجوية التي تديرها في ليبيا لقتل الليبيين.
وُثقت جرائم الإمارات في تقارير عدة للأمم المتحدة، منها مقتل 32 طالبا في قصفها للكلية العسكرية بطرابلس يناير الماضي، ومقتل أكثر من 50 مهاجرا وإصابة 110 في يوليو الماضي بعد قصف طائراتها مركزا لإيواء المهاجرين في تاجوراء.
تورط الإمارات والسودان
كشف تقرير الخبراء التابعين للأمم المتحدة عن تزويد الإمارات لحفتر بسفينة حربية أُجريت عليها تعديلات، وزُوِّدت بمدافع وتجهيزات هجومية، كما منحته منظومة دفاع جوي في قاعدة الجفرة، وأخرى قرب غريان.
وأكد التقرير، بحسب ما نشرته قناة الجزيرة مطلع نوفمبر الماضي، إرسال ألف جندي سوداني من قوات الدعم السريع إلى شرق ليبيا لحماية بنغازي، وتمكين حفتر من الهجوم على طرابلس، موضحاً أن هذه القوات لوحظ مؤخرا أنها تتمركز في منطقة الجفرة.
وأشار التقرير إلى خرق عدد من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لقرار حظر الأسلحة على ليبيا مع بدء عدوان حفتر على طرابلس.
خيبة أمل أممية
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” عن خيبة أمله مما يجري في ليبيا، كاشفاً عن معلومات تفيد بوجود طائرات إماراتية مسيرة تشارك في عمليات عسكرية داخل البلاد.
وقال “غوتيريش”، في تصريحات للصحافة مطلع فبراير الماضي، إن “هناك معلومات عن طائرات مُسيَّرة من الإمارات تُستخدم في ليبيا، بالإضافة إلى وجود تحركات لقوات من مصر ومرتزقة من السودان وعناصر تتبع شركة روسية”.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن “عدداً من البلدان تعهدت في برلين بعدم إرسال أسلحة إلى ليبيا، لكن حظر الأسلحة ما زال ينتهك”.
تورط جديد للإمارات
كشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن تقرير سري أعدته الأمم المتحدة، أن مرتزقة تابعين لشركتين مقرهما في دبي بالإمارات، يقاتلون مع مليشيات حفتر في عدوانه على العاصمة طرابلس، كما تورطت الإمارات في تسيير جسر جوي سري لتزويد مليشيات حفتر بالأسلحة.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين في فبراير الماضي، أن المرتزقة ينتمون إلى شركة “لانكستر 6 دي إم سي سي” وشركة “أوبس كابيتول أسيت ليمتد إف زيد إي”، وسافروا إلى ليبيا في يونيو الماضي، مضيفة أن الشركتين تمدان حفتر بالطائرات العمودية والطائرات المسيرة والقدرات السيبرانية، وذلك من خلال شبكة معقدة من الشركات الوهمية.
وأشارت “بلومبيرغ” إلى أن الرحلات المسيرة كانت تديرها شبكة معقدة من الشركات المسجلة في الإمارات وكازاخستان والجزر العذراء البريطانية، لإخفاء تسليم المعدات العسكرية لحفتر في ليبيا.