يزف أهالي العاصمة طرابلس كل يوم شهداء من المدنيين إثر استهداف مليشيات حفتر المتكرر لأحيائها السكنية، وقد وصل عدد الشهداء من المدنيين إلى أكثر من 35 شهيدا في شهر رمضان المبارك حتى الآن.
هذا القصف المتكرر والممنهج للآمنين في طرابلس الذي وصفه المسماري بعملية “طيور أبابيل” ردت عليها قوات الجيش الليبي بقوة فقصفت مدفعية الجيش تمركزات مليشيات حفتر في منطقة المشروع جنوب طرابلس مخلّفةً 18 قتيلا منهم، ومدمّرةً العديد من منصات الصواريخ التي تستهدف المدنيين.
شبكة الرائد حاورت بعض القادة والمحللين العسكريين حول هذا الاستهداف المتكرر من هذه المليشيات للمدنيين، وسبل إيقاف هذا النزيف المتواصل للناس العزل في طرابلس.
عاجزة عن التقدم
يرى آمر محور عين زارة بعملية بركان الغضب “يوسف الأمين”، أن الاستهداف المدفعي والصاروخي لمليشيات حفتر كان متوقعاً، بعد عجزها عن تحقيق أي تقدم، وتكبدها خسائر فادحة عقب كل محاولة تقدم لها.
وتابع ” الأمين”، في حديثه للرائد، أن قوات الجيش لم ترضَ باستهداف المدنيين، ففتحت النيران وردت على مصادر نيران مليشيات حفتر في كل المحاور.
وشدد “الأمين” على أن استهداف مليشيات حفتر للمدنيين كان من أجل إرغام حكومة الوفاق الوطني على قبول الهدنة، وإجبار المجتمع الدولي “المتخاذل” على التدخل لإنقاذ حفتر مما لحق به من نكسات وضربات.
الرد على مصادر النيران
وأوضح آمر غرفة السواني بعملية بركان الغضب “محمد بن عجالة”، أن استهداف مليشيات حفتر للمدنيين لم يتوقف منذ هجومها على طرابلس، مضيفاً أن وتيرة الاستهداف زادت بعد عجزها عن تحقيق أي تقدم يذكر.
وأضاف “بن عجالة” للرائد، أن الاستهداف أدى إلى تدمير البنى التحتية من مستشفيات ومطارات ومدارس ومصانع، ولم تنجُ منه حتى الحيوانات، وفق قوله.
وأكد “بن عجالة” تحييد قوات العملية لمصادر النيران بعد استهدافها وتدميرها، موضحاً أنهم نجحوا في تدمير 30 بين مدفع وعربة جراد وراجمة صواريخ ومنصة هاون؛ لحماية أرواح المدنيين في العاصمة.
انهيار وفبركة لانتصارت وهمية
ويقول المحلل العسكري العميد “سعيد المالطي”، إن الانتصارات المتلاحقة التي حققتها قوات الجيش الليبي لم يكن من سبيل أمام تلك المليشيات لمواجهتها إلا استهداف المدنيين.
وأكد “المالطي”، في تصريحه للرائد، حدوث انهيار في صفوف مليشياته المحاصرة في جنوبي العاصمة طرابلس، وقاعدة الوطية، وترهونة، مذكّراً بلجوء إعلام تلك المليشيات إلى الحديث عن انتصارات وهمية لا أساس لها.
ونوه “المالطي” بحدوث ارتباك في صفوف مليشيات حفتر، ووجود عجز في مقاتليه، موضحاً أن ما زاد الأمر سوءاً لمعسكره هو إعلانه التفويض الذي بيّن حقيقته لدى المتورطين معه.
انتقام لهزائمها
ووصف المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد طيار “محمد قنونو”، لجوء مليشيات حفتر إلى القصف العشوائي لأحياء طرابلس بأنه جاء انتقامًا لهزائمها وخسائرها في ميدان القتال.
وأوضح “قنونو”، في حديثه للرائد، أن الوضع الميداني الحرج لمجرم الحرب خليفة حفتر هو الذي جعله يتخبط في تحركاته وتصريحاته، مؤكداً أن إظهار القوة المفرطة تجاه المدنيين دليلٌ آخر على بدء العد التنازلي لهزيمته المدوية قريبا، على حد وصفه.