دعا ممثل البعثة الأمريكية بمجلس الأمن الدولي “مارك سيمنوف”، من يؤوي المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية سيف الإسلام القذافي، ومحمود الورفلي، إلى تسليمهما للسلطات الليبية فورا.
“سيمنوف” قال، في كلمته أمام المجلس، إن من المخجل أن أشهر مرتكبي الجرائم ضد الليبيين لا يزالون دون عقاب حتى الآن، مطالبًا مصر بإنهاء حمايتها لرئيس جهاز الأمن الداخلي السابق التهامي محمد المطلوب من الجنائية الدولية أيضا.
تصريحات المندوب الأمريكي عدّها مراقبون تغيرا واضحا في الموقف الأمريكي لمنع من ارتكب جرائم في حق الليبيين من الإفلات من العقاب.
رسالة واضحة لحفتر
الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد قال، إن المطالبة الأمريكية تحمل رسالة واضحة لحفتر وداعميه الروس بأنها لن تسمح للمشروع الروسي بالنجاح في ليبيا.
وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن “نيويورك تايمز” نشرت قبل أيام تقريراً تحدثت فيه عن محاولة روسيا إعادة تصدير سيف القذافي وبعض وجوه النظام السابق في واجهة الأحداث عن طريق دعم حفتر الذي تراه حليفا مرحليا لتمكين وجوه النظام السابق، وهذه المطالبة الأمريكية يمكن أن تُعَدّ إعلان رفض لذلك.
ورأى أبوزيد أن حكومة الوفاق إذا ما تحركت تحركا جادا في الملف الجنائي للعدوان على طرابلس فربما يصبح حفتر مطلوباً هو الآخر للعدالة الدولية.
نهج جديد للسياسة الأمريكية
ومن جهته، رأى المحلل السياسي أحمد الروياتي، أن ذلك يؤكد أن أمريكا بدأت تنتهج خيارات أكثر وضوحا تجاه القضية الليبية، بعد حالة الضبابية التي شابت دبلوماسيتها فى هذه الحرب.
وأوضح الروياتي، في تصريح للرائد، أن هذه الخيارات بدأت تنصب على الضغط على حفتر وشركائه لإنهاء هذه العملية التي تأكد لدى أمريكا فشلها بعد الانتصارات الأخيرة لقوات الوفاق، وأن استمرارها ليس إلا زيادة تأزيم للمتأزم.
وأوضح الروياتي، أن هذه المطالب تؤكد أن أمريكا ستنتهج أسلوب الضغط الناعم على تيار الكرامة، فهي لا تريد تصعيد تدخلها ربما مراعاة لتجاذبات كثيرة سواء داخليا أو دوليا.
ورقة ضغط
ومن جانبه، بيّن الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير، أنه لا جدية حتى الآن للضغط دوليا على الجهات التي توفر لهؤلاء المطلوبين الحماية لتسليمهم؛ لأن الورفلي ربما يستخدم ورقة للضغط على حفتر ليقبل بوقف مشروعه التدميري ويخضع للحلول السياسية.
رأي الكبير، وفق تصريحه للرائد، برره بكون هذه الدعوة ليست الأولى التي يطالب فيها المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية بتسليم سيف القذافي والتهامي خالد ومحمود الورفلي، ويؤيده أعضاء مجلس الأمن.
وتتفق هذه الآراء في مجملها على وجود دور جديد أو تغير في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الليبية التي طال أمدها، في ظل سكوت أو انشغال الإدارة الأمريكية الذي كان سبباً في تأزمها وتدخل أطراف إقليمية ودولية فيها وتأجيجها الصراع بدعم المعتدي المنقلب على كل الشرعيات.