يبدو أن حب حفتر للسلطة والرئاسة جعله يسابق الزمن ليعلن نفسه رئيسا في وقت تتلقى فيه ميليشياته ضربات قاسية، وتشهد تراجعات مهمة بعد ضغط متزايد عليها من قبل قوات الجيش الليبي.
حفتر الذي وعد أنصاره في إبريل العام الماضي بتلاوة بيان النصر من ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس اكتفى بتلاوة هذا البيان من على مرتفعات الرجمة بالقرب من بنغازي، وعلى بعد أكثر من 1000 كيلو من طرابلس في إشارة واضحة إلى فشل عدوانه على طرابلس منذ أبريل الماضي.
قبول التفويض المزعوم
قائد الميليشيات المعتدية على طرابلس خليفة حفتر أعلن من مقره بالرجمة قرب بنغازي عبر خطاب متلفز قبول ما أسماه تفويض الشعب لإدارة البلاد، وإسقاط اتفاق الصخيرات، واصفا إياه بالمشبوه، والذي دمر البلاد، وقادها لمنزلقات خطيرة، حسب تعبيره.
وكان حفتر قد خرج قبل أيام عبر خطاب متلفز أيضا ليعلن دعوته للشعب لإسقاط اتفاق الصخيرات، وتفويض المؤسسة التي يختارها الشعب لقيادة البلاد عبر إعلان دستوري جديد يصدر عنها.
عاصفة السلام
وبعد إعلان المجلس الرئاسي لعملية عاصفة السلام في مارس الماضي والانتصارات التي يحققها الجيش الليبي تتوالى.
فقد قامت هذه القوات بتحرير مدن شريط الساحل الغربي من طرابلس إلى رأس جدير في أقل من 24 ساعة، وحاصرت قاعدة الوطية المعقل الأهم لميليشات حفتر في المنطقة، بالإضافة إلى التقدم نحو الحدود الإدارية لمدينة ترهونة، والتي تعتبر رأس الحربة في عدوان حفتر على طرابلس منذ 2019.
العدوان على العاصمة
وأعلن خليفة حفتر عدوانه على العاصمة طرابلس في أبريل من العام الماضي في وقت كان فيه الجميع ينتظرون الذهاب إلى المؤتمر الجامع الذي يبتغى حلا سياسيا توافقيا للأزمة في البلاد، لكن إصرار حفتر على المضي في طريق السيطرة العسكرية، وكرهه للمشاركة السياسية والتدوال السلمي على السلطة أوقع البلاد في أتون حرب شارك فيها البعيد والقريب من المرتزقة من جنسيات شتى استجلبهم حفتر، لتعويض النقص في ميليشياته التي سقطت على أسوار طرابلس قبل أن تدخلها كما وعدها مشيرهم عبر ساعات صفره العديدة.
in سياسة