فور إعلان قائد ميليشيات الكرامة حفتر عبر خطاب متلفز انقلابه على كافة الأجسام السياسية ومؤسسات الدوله منصبا نفسه حاكما للبلاد. توالت ردود الفعل الرافضة والمنددة بهذا الفعل
واعتبر الرئاسي انقلاب حفتر مسرحية هزلية للتغطية على هزائمه الأخيرة، داعيا باقي أعضاء مجلس النواب للالتحاق بزملائهم في طرابلس، كما ندد مجلسا النواب والأعلى بالانقلاب، معلنين تمسكهَما بالاتفاق السياسي، وداعيين للاستئناف الحوار ضمن هذا الاتفاق، وفي إطار قرارات مجلس الأمن.
وأكدت البعثة، بدورها على لسان النائبة ستيفاني ويليامز في اتصال هاتفي مع السراج، أن الاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد المعترف به دوليا للحكم في ليبيا.
لكن بعد كل رهذه الأفعال لايزال عقيلة صالح الذي نصب حفتر قائدا عسكريا، وبارك عدوانه على العاصمة طرابلس، ومن معه من نواب طبرق في حالة صمت تام على انقلاب حفتر.
حالة صدمة
الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد رجح أن عقيلة صالح ونواب طبرق في حالة صدمة وتفاجئ من إعلان حفتر، خاصّة أن هذا الإعلان لم يصحبه الإعلان الدستوري الجديد الذي تكّلم عنه في كلمته التي طلب فيها التفويض.
أبوزيد أشار في تصريح للرائد أن عقيلة صالح وجماعته ربما ينتظران ما قد ينتج عن انقلاب حفتر من إجراءات في المنطقة الشرقية توضّح مصيرهم، وعلى ضوئه تكون ردة فعلهم التي غالباً ستكتفي بالبقاء في هامش مشهد الانقلاب كديكور مكمّل لهذه الكوميدياء السوداء.
لا موقف منتظر
الكاتب الصحفي إبراهيم عمر رأى بأنه لن يكون هناك موقف ننتظره من عقيلة صالح له معنى، موضحا أنه هو من صنع حفتر، وهو من شرعنه، وهو من دعمه، وهو من وقف معه وبقوة في قتل الليبيين وتدمير مدنهم وقراهم.
عمر تساءل مستغربا في تصريح للرائد هل ننتظر منه موقفاً وهو الذي اختطف مجلس النواب وجعله بيد حفتر طيلة السنين الماضية، وهو المحرض على سفك دماء الليبيين، وكان دائما يطالب ما أسماها المؤسسة العسكرية بتحرير العاصمة طرابلس.
عمر أشار أيضا إلى أن عقيلة صالح لم يسأل أبدا عن مصير عضو مجلس النواب سهام سرقيوة التي لم يعرف مصيرها حتى الآن.
ضغوطات كبيرة
الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الكبير قال، إن بعض نواب طبرق أعلنوا تأييدهم لحفتر. بينما لا يبدو أن عقيلة صالح موافق على هذه الخطوة، وهناك ضغوطات كبيرة عليه، لأجل وقف الحرب، وهذا واضح من المبادرة التي أطلقها.
وأكد الكبير في تصريح للرائد أن كل الخطوات هناك محسوبة من الجميع خشية انتقام حفتر، لكن الأيام والأسابيع المقبلة حاسمة، وستشهد تغيرات حادة. الثابت حتى الآن هو أن حفتر هزم عسكريا، ولا يريد أن يدفع ثمن هذه الهزيمة. ولايجد كبش فداء لها. والأوضاع في أقصى درجات التوتر.
فهل يخرج عقيلة ونوابه بموقف ضد حفتر أم سيباركون انقلابه؟ أم أن مصيرهم سيكون مثل النائبة المغيبة سهام سرقيوة؟