مر أكثر من عام على بدء عدوان حفتر على عاصمة الدولة الليبية، وعلى حكومة الوفاق الشرعية التي يعترف العالم كله بها، وشدد مجلس الأمن في قرارات عديدة على دول العالم على منع التعامل مع غيرها من الأجسام الأخرى في ليبيا.
وأمام مرأى ومسمع العالم أعلن حفتر المنقلب على كل الشرعيات وأثناء وجود الأمين العام للأمم المتحدة في طرابلس، شن عدوانه على الشرعية التي تتواصل معها كل دول العالم بما فيها الغربية والأوروبية.
والمواقف الدولية وخاصة من الدول التي تحوز على مقاعد دائمة في مجلس الأمن والدول الأوروبية الأخرى، أعلنت في بيانات كثيرها متناقضة عن رفضها للعدوان، وغالبها كانت لا تسمى الأسماء بمسمياتها الحقيقية، فلا هي اتهمت المعتدي صراحة وعارضته في عدوانه، ولا هي أعلنت صراحة وقوفها مع الحكومة الشرعية التي هي نفسها تتواصل معها وتعلن في بياناتها دعمها لها.
المتابع والمراقب للشأن الليبي، لا شك أنه يجد في دعوات الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعدد من الدول الأوربية لإيقاف القتال أو لهدنة، لا تأتي وإلا وعندما تكون حكومة الوفاق تحقق انتصارات على الأرض.
ومواقف تلك الدول ظلت عاجزة أو هي بدت وكأنها متواطئة مع المعتدي أكثر من وقوفها مع الحكومة الشرعية التي تعترف بها، وظهر هذا من خلال البيانات التي كانت أكثرها باهتة، ولا تنصف المعتدى عليه.
آخر هذه المواقف إنشاء الاتحاد الأوربي عملية أسماها “إيريني” لمراقبة توريد السلاح إلى ليبيا، والتي شملت مراقبة السواحل الليبية، وتجاهلت الحدود الليبية الشرقية والتي كل أو جل السلاح المورد للمنقلب حفتر ترد منها، وتناست أيضا الجو الذي تستخدمه الإمارات في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى المنطقة الشرقية.
رئيس المجلس الرئاسي والحكومة التركية التي وقعا اتفاقية علنية مع ليبيا ووزارة خارجية الوفاق رفضت هذه الإجراءات، في رسائل بعث بها السراج لرئيس مجلس الأمن ولرئيس مفوضية الاتحاد الأوربي، متهمين فيها دول الاتحاد بمحاولة خنق حكومة الوفاق، وبترك الأبواب التي تدخل منها الدول الداعمة للمعتدي الأسلحة مفتوحة.
وآخر هذه المواقف صدور بيان مشترك من الممثل السامي للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، ووزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس ووزير خارجية إيطاليا لويجي دي مايو، وسبقتهم لذلك المبعوث المكلف لدى ليبيا ستيفاني وياليمز تدعو فيها لهدنة إنسانية في ليبيا.
وفي ظل إصدار هذه البيانات فرضت قوات الجيش حصارًا على ميليشيات حفتر داخل مدينة ترهونة، وبدأت في التجهيزات لاقتحامها وتحريرها من قبضة العسكر.