لم تكن خطوة حفتر الأولى بعد إعلانه عدوانه على طرابلس في أبريل 2019 من فراغ فقد كان طامحا للسلطة والسيطرة على مفاصل الدوله، لتسليمها لمن قاموا بدعمه.
وبعد مرور عام كامل على عدوانه ظهر أن حفتر لم يملك يوما شيئا في ليبيا، وليست روسيا أكثر دعما لحفتر من مصر والإمارات والسعودية التي وفرت له جسورا جوية وبريو، لنقل الأسلحة والمرتزقة المتعددة الجنسيات طوال عدوانه على طرابلس.
برز اسم روسيا كأكثر الداعمين بعد 6 أشهر من حربه الجوفاء بوجود مرتزقه الفاغنر الروسية بكامل عتادها وأسلحتها المتطورة بالصفوف الأمامية بجنوب طرابلس الذين قضى الجيش الليبي على عدد كبير منهم بعدة مناطق متفرقة.
لم يقتصر تحكم روسيا على حفتر عسكريا فقط، وإنما إعلاميا بتمويلها لأبرز قنوات حفتر الإعلامية كقناة الحدث وصحيفة صوت الشعب وفقاً للتحقيق الوثائقي الذي كشف عنه مرصد ستانفورد، من مقرهم في لندن، فإن الدعم الروسي الخفي لا يعتمد على الأسلحة والمرتزقة فقط، بل يمتد للتأثير على عمليات التواصل الاجتماعي، ودعم وسائل الإعلام الموالية لخليفة حفتر، وسيف القذافي كمرشحين سياسيين لحُكم ليبيا.
بالاضافة لإنشاء صفحات على فيسبوك داعمة لهما، ومرتبطة برجل الأعمال الروسي ” بيفجيني بريجوزين ” المسؤول الأول عن شركة فاغنر الملقب بطباخ الرئيس الروسي فلاديميير بوتن بهدف التقارب بين المشروعين الأول الذي يقوده حفتر، والثاني الذي يُمثله سيف القذافي.
روسيا فقدت ولاتزال تفقد مشروعها في ليبيا بعد الخسائر الفادحه التي تلقاها حليفهم حفتر ومرتزقته على أيدي قوات الجيش الليبي فعلا، فلا تأتي رياح طرابلس كما اشتهتها سفن روسيا.
فلماذا لايزال حفتر يظهر نفسه على أنه الرجل العسكري صاحب النفوذ، والمتحكم بالمشهد الليبي؟