in

ساعات صفر حفتر ذهبت مع الريح، و”عاصفة السلام” تحيط بترهونة

تعودنا من حفتر المتمرد على كل الشرعيات، أن يعلن لنا، منذ بدء عدوانه على العاصمة طرابلس في الـ4 من أبريل 2019، في كل مرة ساعة صفر جديد.

حفتر الذي يظهر علينا بين حين وآخر في بدلة عسكرية مختلفة كأنه يجدد نفسه، ويعلن لأنصاره ساعة صفر يحدد فيها موعداً جديداً لاقتحام العاصمة، محرضاً فيها أتباعه قائلا إن ساعة الحسم “قد دقت”، وفي مرة أخرى “قد حانت”.

وكما تعددت ساعات صفر حفتر، تعددت في مقابلها نكساته وهزائمه التي كانت مدوية، وأولها عندما وعد في ساعته الأولى أتباعه بدخول العاصمة خلال 48 ساعة، ليجدوا أنفسهم بعد عام كامل على أسوارها ولم تتحقق لهم معجزة دخولها.

وكما ذكرنا آنفاً ففي مقابل كل ساعة صفر يعلنها حفتر كانت قوات الجيش الليبي ترد بهزيمةٍ لميلشياته، هزائم كثيرة يصعب علينا تعدادها الآن، ونوجز أهمها، وأولها الهزائم التي واجهتها مليشياته في كل محاولة تقدم لها في محاور محيط طرابلس.

النكسة الثانية ولعلها كانت صفعة، هي تحرير مدينة غريان، بعد أن كان جعل منها غرفة رئيسة مهمة لإدارة عمليات مليشياته في المنطقة الغربية، وفرار مليشياته منها واستحواذ الجيش الليبي على أسلحة متطورة ومتنوعة كشفت حجم الدعم الذي تقدمه له دول محور الشر وفرنسا الاستعمارية.

وسرعان ما تولى الجيش الليبي زمام المبادرة وأعلن عملية “عاصفة السلام”، بعد تجميع الصفوف وإعداد الخطة وتطوير التسليح، فكانت الضربة الثانية التي لم يعلن فيها ساعة صفر كما يفعل حفتر، بل حرر مدن الساحل الغربي صبراتة وصرمان ورقدالين والجميل وزلطن حتى الحدود التونسية، من ميلشياته التي كان تعبث فيها، وذلك خلال ساعات معدودة.

وفي طريقها حاصرت قوات الجيش الليبي مليشيات حفتر الفارة من مدن المنطقة الغربية في قاعدة الوطية الجوية، حيث يواصل سلاح الجو الليبي دك معاقل المليشيات المعتدية في القاعدة تمهيداً لدخولها.

ولم يتبق في المنطقة الغربية إلا مدينة ترهونة التي أعلنت قوات الجيش الليبي من خلال عملية “عاصفة السلام” بدء تحريرها من مليشيات حفتر الغازية من اللصوص والمجرمين ومن الجنجويد السودانيين والمرتزقة الروس الذين استجلبهم لقتل الليبيين.

فأين ذهبت ساعات حفتر القديمة؟ وأين ساعاته الجديدة؟ أم لم تتبق له ساعات ليعلنها، بعد الضربات التي تلقاها ولا يزال في غرف عملياته ومواقع قواته ومخازن ذخيرته ومسارات إمداد ميلشياته، من طيران الجيش الليبي الذي سيطر على أجواء المنطقة الغربية برمتها؟!

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

قنونو: التحرك نحو ترهونة كان لازماً لكونها قاعدة للمرتزقة للعدوان على العاصمة

مركز حرية الصحافة يكشف الأذرع الروسية المتحكمة في الإعلام الموالي لحفتر وأنصار النظام السابق