بدأت المعادلة العسكرية في ليبيا بالتغير أمام عيني كل المراقبين منذ أعلنت قيادة الجيش الليبي أواخر مارس الماضي إطلاق عميلة “عاصفة السلام” ردا على استهداف ميلشيات حفتر المستمر للأحياء السكنية في طرابلس المكتظة بالمدنيين، بعد تحييد الطائرات الإماراتية المسيرة في سماء المنطقة الغربية.
مليشيات حفتر بدأت الانهيار بعد ضربات قوات الجيش وخسرت المدينة تلو الأخرى ابتداء من صبراتة وصرمان والعسة والعجيلات ورقدالين، وصولا إلى حدود مدينة ترهونة، في تقهقر سريع وفقدان لمساحات شاسعة كانت المليشيات تتباهى بسيطرتها عليها، فما سبب هذا الانهيار؟
السيطرة الجوية
في هذا الشأن يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير، أن سيطرة قوات سلاح الجو الليبي على الأجواء من أهم عوامل النصر؛ إذ قطعت الإمدادات عن مليشيات حفتر في محيط طرابلس.
وأوضح الكبير، في تصريح للرائد، أن استمرار الاشتباكات استنزف الجيوب التابعة لحفتر في ترهونة وضواحي طرابلس، فضلا عن انهيار معنويات قواته بعد خسارتهم مدنا وبلدات غرب طرابلس.
وأكد الكبير أن انهيار ميليشيات حفتر لم يكن مسألة وقت؛ لأن عصابات حفتر كانت تستميت في القتال، ولكن قطع طيران قوات حكومة الوفاق الإمداد عنها، والروح القتالية العالية لدى قوات حكومة الوفاق ـ هو ما تسبب في هذه الانتصارات المتلاحقة.
وختم الكبير قائلا إن حفتر لم يحسب كما يبدو طول خطوط إمداداته من الجفرة وبنغازي إلى طرابلس، وهو ما يدل على ضعف قدراته العسكرية؛ إذ فور قطع هذه الخطوط بدأ الانهيار السريع لقواته.
الاتفاقية مع تركيا قلبت الموازين
وفي سياق متصل، أكد المحلل السياسي فرج دردور، أن السبب يرجع لمنظومة حفتر وعدم وجود أي مشروع سياسي او تنموي لديه، بل مشروع للاستيلاء على السلطه بمساندة دول مهزومة مثل مصر والإمارات.
وأضاف دردور، في تصريح للرائد، أن ذلك أجبر حكومة الوفاق على الدفاع عن نفسها بتوقيع اتفاقية مع تركيا الدولة القوية والمصنعة للسلاح، وهو ما قلب الموازين مع الدعم المقدم منها عسكريا.
فقدان الغطاء الجوي
ويرى الكاتب والمحلل السياسي علي أبو زيد، أن ما يحدث هو انكشاف لحقيقة قوات حفتر، بعد ما فقدت عامل التفوق وهو الغطاء الجوي الذي جرى تحييده بفضل الدعم التركي لقوات الوفاق.
ونبه أبو زيد إلى أن حالة الانهيار هذه يمكن أن تُعدّ بدايةً لتقويض هذا المشروع، وهو ما سيكون له أثره في العملية السياسية، وأعتقد أن على المجلس الرئاسي أن يجهز نفسه لقيادة عملية سياسية جديدة من منطلق قوة.
ومع وصول الجيش إلى مشارف ترهونة، هل اقترب السقوط الكبير لمليشيات حفتر في المنطقة الغربية؟