أقل من 24 ساعة كانت كافية لاستعادة منطقة أبو قرين وتأمينها بالكامل والسيطرة على صرمان وصبراتة والعجيلات والعسة والمناطق المجاوره لها، بعد هجوم ساحق شنته قوات الجيش وكبدت فيه ميليشيات حفتر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، قبل أن تفر إلى منطقة الرجبان وقاعدة الوطية الهدف القادم للجيش.
مراقبون أشادوا بالدور البطولي لقوات الجيش الليبي واتباعها للتعليمات العسكرية وانقضاضها في لحظة واحدة على معاقل المليشيات الإرهابية، مطالبين الرئاسي باتباع عدة خطوات هامة في ظل هذه التغيرات الميدانية.
استمرار دعم الجبهات
الصحفي والمحلل السياسي عبد الله الكبير أشاد بالانتصارات الكبيرة واستعادة حكومة الوفاق مدنا وبلدات عديدة وطرد عصابات حفتر منها، مطالبا الرئاسي بالاستمرار في دعم الجبهات العسكرية لتبسط الحكومة سيطرتها على كل المدن والمناطق في الغرب والجنوب والشرق.
الكبير أشار، في تصريح للرائد، إلى أن المعادلة السياسية ستتغير بعد هذا التحول الميداني الكبير، مشددا على الرئاسي أن لا يستجيب لأي دعوات لقبول حفتر في أي تسوية سياسية والإصرار على دحره مهما كانت ضغوط حلفائه.
مكافأة الجنود
وفي السياق ذاته، رأى الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد، أن الرئاسي مطالب أولًا بمكافأة كل جنوده وإصدار القائد الأعلى تعليماته بترقيات ومنح أوسمة خاصة للشهداء، والتوجيه بصرف مكافآت لذويهم، وكذلك الاجتماع برئاسة الأركان وآمري المناطق العسكرية ومحاور القتال والجبهات؛ لوضع خطة تأمين المناطق المحرّرة واستدامة حالة التأهب القصوى فيها.
وأكد أبوزيد، في تصريح للرائد، أن الوقت حان لإعلان الرئاسي خطته في إعادة بناء المؤسسة العسكرية ورؤيته لدمج القوات المساندة فيها، والتأكيد على ضرورة الاستمرار في عملية التحرير لتشمل كافة المناطق والمدن.
بناء القدرات العسكرية
وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم عمر، إنه من خلال تتبعه لمواقف المجلس الرئاسي قبل العدوان على العاصمة طرابلس وبعده وحتى الآن ـ لم يجد منه إلا تواطؤا وتنازلاً في مواقفه، وخاصة تراخيه في بناء القدرات العسكرية والأمنية.
وأشار عمر، في تصريح للرائد، إلى أن الرئاسي إذا لم يتعلم من كل المواقف السابقة ومن التخاذل الذي انتابه والعجز الذي أظهره في مواقفه ومهادنته الدول الداعمة للعدوان، فلن يكون له رأي ولا موقف ولا دور وربما لا مكان في المستقبل.
وحث عمر الرئاسي، إن كان جادًّا، على أن يستفيد من الانتصارات التي تحققت أخيرًا في إعادة بناء مواقفه وعلاقاته مع دول العالم، خاصة الدول التي دعمت المتمرد.
فما الهدف القادم لقوات الجيش بعد سيطرتها على مدن الشريط الساحلي الغربي؟