هاهو اليوم السادس لقطع المياه عن مدن المنطقة الغربية ينتهي دون أي بوادر في الأفق لإعادة ضخها، والفاعل معروف، ولازال يتلذذ بعذاب الليبيين.
بدات المأساة في الخامس من الشهر الحالي عندما دخل موالون لحفتر موقع محطة التحكم لمياه النهر في منطقة الشويرف، وأجبروا العاملين على إيقاف أعمال التشغيل وضخ المياه من حقول الآبار إلى عدد من المدن والمناطق الأكبر سكانا، فطرابلس يسكنها أكثر من مليوني نسمة، وفيها والمدن الغربية أكثر من 200 ألف نازح هجروا من منازلهم؛ بسبب عدوان حفتر منذ ابريل من العام الماضي.
إدارة المنظومة أكدت استمرار انقطاع المياه، موضحة في بيان لها تعنت ورفض المجموعة المسلحة التي اقتحمت موقع المحطة، مفيدة أنها باتت معروفة لدى الجهات الأمنية والقضائية بالدولة برفضها لإعادة التشغيل وضخ المياه إلى المدن ومناطق الإستهلاك، واستمرار التهديد من طرفهم بقوة السلاح للعاملين بموقع محطة التحكم بالتدفق.
مليشيات حفتر تستعمل المياه كورقة ضغط بعد هزائمها المتتالية على يد قوات الجيش بعد إعلانها عملية عاصفة السلام لدحر هذه الميليشيات التي خرقت وقف إطلاق النار، وقصفت الأحياء المدنية في طرابلس، وقتلت عشرات المدنيين خلال الأسابيع الماضية.
َويأتي قطع شريان الحياة الأساسي في ظل ظروف فرض الحجر الصحي؛ بسبب جائحة فيروس كورونا واستخدام المياه بشكل أوسع وأكثر من المعتاد لمكافحة هذا الوباء الخطير، ولكن حفتر ومن فوقه من الدول التي يأتمر بأمرها لم يراعوا أدنى مستويات الإنسانية والأخلاق.
مناشدات عالمية ومحلية طالبت بفتح المياه بشكل عاجل للخوف من تفشي وباء كورونا في ليبيا إلا أنها لم تجد أذانا صاغية حتى الآن وسط تخاذل دولي اعتدنا عليه منذ بداية العدوان ويبقى الوضع كما هو عليه وتزداد معاناة الليبيين؛ بسبب أطماع عجوز تجاوز السبعين من عمره بخمس سنوات في أن يعتلي سدة الحكم في ليبيا قبل أن يختطفه الموت كما خطف أكثر من7000 من ميليشياته على أسوار طرابلس.