كما هو معلوم أن قطاع الصحة في البلديات يفتقر الى أبسط الاحتياجات ما يربك المراكز الصحية والمستشفيات في تقديم الخدمات الصحية للمواطن خاصة ما تشهده البلاد من خطر تفشي الكورونا في ظل غياب دعم وزارة الصحة للبلديات؛ لمجابهة الجائحة.
تراخي وزارة الصحة اضطر البلديات لسلك مسالك أخرى لتوفير احتياجات القطاع الصحي ببلدياتها واعتمدت على الأهالي، ورجال الأعمال؛ لتوفير الاحتياجات اللازمة والتجهيزات الضرورية؛ لمواجهة خطر الكورونا التي سجلت البلاد حتى اللحظة 18 إصابة مؤكدة.
مجهودات ذاتية
رئيس لجنة الأزمات ببلدية زليتن عبد السلام عصمان قال، إن البلدية وفرت 16 جهاز تنفس اصطناعي، و30 سريرا وأجهزة مراقبة الوظائف الحيوية، ومونتير، ومنظمات لمبنى العزل والحجر الصحي الخاص بالحالات التي تؤكد إصابتها بوباء كورونا.
وأضاف عصمان، في تصريح للرائد، أن المخصصات التي حددها المجلس الرئاسي للبلدية لم نستلم منها أي قيمة إلى الآن، مشيرا إلى أن كل الذي وفر بالبلدية لمجابهة الوباء هو من مجهودات ذاتية ورجال الأعمال والمنظمات الخيرية وشباب متطوعين.
وأوضح عصمان، أن البلدية اشتبهت بحوالي 15 شخصا مصابين بكورونا، وأخذت منهم عينات وأرسلت إلى المركز الوطني لمكافحة الأمراض وكانت نتائجهم سلبية، مفيدا أن قرار نقل الاختصاصات إلى البلدية لم يطبق إلى الآن، ويحتاج إلى وقت.
لا استجابة
من جهته أكد رئيس غرفة الطوارئ لمكافحة وباء كورونا ببلدية زوارة الكبرى إدريس الطويني أنهم طالبوا وزارة الصحة بتجهيز مكان بمنفذ راس اجدير؛ لعزل القادمين من تونس، وليس هناك أي استجابة حتى الآن.
وأضاف الطويني، في تصريح للرائد، أن البلدية جهزت مكانا شاغرا بمقر غسيل الكلى يحتوي عددا من أسرة العناية الفائقة و7 أسرة أخرى للحالات التي تؤكد إصابتها بوباء كورونا بمجهودات ذاتية من البلدية، مؤكدا أنهم إلى الآن لم يستلموا أية مخصصات مالية من المجلس الرئاسي، وأن عملية نقل الاختصاصات إلى البلديات لم يطبق منها أي بند أو باب.
وبين الطويني، أن هناك 12 شاحنة دخلت عبر منفذ رأس اجدير بعد عملية إغلاق المنافذ، والمجلس البلدي قام بحجرهم بمكان معزول ووفر لهم كل مستلزماتهم من أكل ومواد طبية ومستلزمات بدون مساعدات من الرئاسي أو الوزارة.
بدون معايير
أما عميد بلدية غريان يوسف بديري فقال، إن مخصصات المجلس الرئاسي لم يستلموا منها أي قيمة إلى الآن، وإن آلية توزيعها على البلديات كانت بدون معايير وعشوائية.
وأضاف بديري، في تصريح للرائد، أنهم خصصوا عيادة الدرن بالمدينة؛ للكشف المبدئي، وجهزوها بالإمكانيات المتوفرة بالتعاون مع المواطنين من المدينة، وجهزوا فندق الرابطة ليكون مركز الحجر الصحي بسعة 50 سريرا، ومركزا آخر للعزل الصحي “السارية الطبية” بسعة عشرة أسرة، مشيرا إلى أن ذلك لا يكفي لمدينة تعداد سكانها أكثر من 180 ألف نسمة.
وأشار بديري، إلى أنهم تواصلوا مع وزارة الصحة؛ لتخصيص مكان وتجهيزه لحالات العزل الصحي بسعة 150 سريرا على الأقل، ولم ينفذ بخصوص ذلك أي شيء حتى الآن، مفيدا أن دوريات جهاز الحرس البلدي بالمدينة تقوم يوميا بالتفتيش ومتابعة الإجراءات الموضوعة لمجابهة وباء كورونا وتسيير دوريات على المحال التجارية وضبط المخالفين لقرار الحظر، ودوريات أخرى مثبتة لتطبيق قرار حظر التجوال.
وأكد بديري، أنهم وفروا مجموعة من الصناديق الخاصة بالمعدات الطبية من أقنعة وكمامات وقفازات طبية وبدل واستعمال بعض المعدات من المخزون الاحتياطي بمجهودات ذاتية، وأن وزارة الصحة أرسلت لهم سيارة رش وبعض الاحتياجات.
وبين بديري أنهم خلال اجتماع بالقطاعات العامة بالمدينة اتفقوا على تفعيل دوريات لبوابات المغاربة وأبورشادة، وتوفير الحماية اللازمة لفندق الرابطة من مديرية أمن غريان، وتخصيص حافلة نقل للعنصر الطبي النسائي ذهابا وإيابا للعيادة المجمعة بغريان.