ها هو العام الأول للعدوان حفتر على طرابلس ينقضي، ولا تزال العاصمة تنزف؛ جراء هذا العدوان الغاشم، وقرابة الربع مليون نازح من سكانها وضواحيها خارج منازلهم.
.
إلا أن تضحيات وصمود قوات الجيش الليبي أوقفت زحف هذا العدوان، وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وقدم أفرادها الغالي والنفيس؛ لدحر حفتر ومرتزقة.
إلا أن السؤال المطروح الآن هل قدم الرئاسي ما يتناسب مع قيمة هذه التضحيات على الجبهة السياسية طيلة هذا العام؟ وهل كان بالإمكان أكثر مما كان خاصة في تعامله مع الدول الداعمة لهذا العدوان؟
طابع البطء
المحلل السياسي عبد المجيد العويتي قال، إن الأداء العام للقيادة السياسية والدبلوماسية يغلب عليه طابع البطء، ويعتمد استراتيجية ردة الفعل من طرفه وهي لا تتناسب في سرعة الأداء مع العمليات العسكرية وإنجازاتها لقيادة عملية بركان الغضب.
وأضاف العويتي، في تصريح للرائد، أن بعض التصرفات التي اتخذها الجهاز الدبلوماسي تأتي متأخرة عن موعدها خاصة في تسمية الأطراف الدولية والإقليمية الداعمة لحفتر ومحاولة إحراجها دولياً.
وأكد العويتي، أن الرئاسي لا يحاول فيما يبدو تحليل الأسباب التي تودي ببعض الدول إلى دعم حفتر، وبالتالي التصرف حيال كل دافع على حدة، فممكن أن يفهم أن دولة جارة كمصر هو الحفاظ على مكتسبات علاقتنا معها من “باب الجيرة” وعدم إغفال حقنا في الدفاع عن أرضنا، ولكن الاحتفاظ بعلاقات ناعمة مع دولة مثل الإمارات التي لا تريد سوى الفوضى لليبيا هذا أمر لا يفهم.
دون المستوى
أما الكاتب الصحفي عبد الله الكبير فقال، إنه رغم تحسن العمل السياسي والدبلوماسي إلى الافضل عما كان في الأسابيع الأولى للعدوان إلا أنه يظل دون مستوى التضحيات التي يقدمها أبطال الجيش والقوات المساندة.
وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أنه ليس ثمة معالم لخطة يعمل الرئاسي وفقا لها فأسلوبه في إدارة المعركة هو رد الفعل فقط من دون مبادرة حقيقية وأنه لازال يأمل في تغيير هذه الدول لمواقفها، مشيرا إلى أن هذا ليس مبررا مقنعا، فاستئناف العلاقات بعد قطعها لسبب ما بين الدول ممكن بعد زوال السبب.
ورجح الكبير، أن احتفاظ الرئاسي بعلاقات مع دول العدوان هو وجود مصالح لبعض الأطراف والشخصيات مع هذه الدول.
أداء هزيل
ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد، إن أداء الرئاسي على الصعيد السياسي والدبلوماسي هزيل ولا يتناسب مع حجم العدوان والدعم الإقليمي الذي يتلقاه حفتر، والرئاسي لا يملك رؤية أو خطة سياسية للتعاطي مع تطورات الأحداث، بل يكتفي بردات الفعل المتأخرة والضعيفة.
وأضاف أبوزيد في تصريح للرائد، أن إصرار الرئاسي على النعومة الدبلوماسية مع دول العدوان والإبقاء على العلاقات معهم يعكس صورة من الارتعاش والتردد مع دول ثبت تورطها بشكل مباشر، وهو ما يعطي انطباعا بضعف المجلس الرئاسي وقيادته المهزوزة للمعركة.
وأشار أبوزيد إلى أنه حتى المبادرة السياسية التي أطلقها السراج في يونيو العام الماضي لم تتم متابعتها أو العمل عليها بجدية
ويبقى التساؤل قائما متى ستسير الجبهة السياسية علي نسق الجبهة في محاور القتال؟ ومتى نرى تطورات سياسية جدية توقف نزيف هذه الدماء؟