يشتكي مسؤولون في مصراتة من غياب حكومة الوفاق وعدم قيامها بدورٍ ملموسٍ في دعم جهود مجابهة وباء كورونا، بعد تسجيل 6 حالات إصابة مؤكدة بالمدينة.
ويرى المسؤولون أن ما قدمته الحكومة حتى الآن لا يسدّ احتياجات المدينة، مؤكدين أن جل التجهيزات وُفرت بتبرعات الأهالي بعدما أطلق مركز مصراتة الطبي نداء استغاثة للمساعدة في مجابهة الوباء.
لم تقم بأي دور
داخل مبنى قدمه رجل أعمال من مصراتة للجنة مجابهة فيروس كورونا التي حوّلته إلى مركز لإيواء المصابين، تنتشر الأطقم طبية لتجهيز طوابقه الخمسة وتهيئة أسِرَّته البالغ عددها 100 لاستقبال أي حالات مصابة.
مدير قسم العناية بالمركز المجهز لمجابهة الوباء “محمد بعيو” قال بنبرة استياء، “لم نلمس أي حضور للدولة، أو أي دور لها”، متسائلاً “هل عجزت الدولة عن توفير مبنى أو إعداد استراتيجية واضحة المعالم؟”
وأضاف بعيو، في تصريح للرائد، أن إنشاء مبنى ليكون مستشفى خاصا ليس بالأمر الصعب، كما يسهل على لجنة التجهيز المكلفة من مدير المركز الطبي ـ تزويده من مخزون المركز بالأسِرَّة والأجهزة الطبية المختلفة.
لسنا راضين
من جانبه، أعرب مدير مركز مصراتة الطبي “خالد بعيو”، عن عدم رضاه عما قدمته الدولة للمركز الذي قام بالجهد الأكبر في تجهيز مركز إيواء المصابين، وتوفير بعض الأطقم الطبية والطبية المساعدة التي ستعمل به.
وتابع مدير المركز أن ما قدمته الدولة بلغ 20 سريراً طبياً، و10 شاشات لمراقبة العلامات الحيوية، و4 أجهزة تنفس صناعي، و5 قارئات أكسجين بالدم، وجهازي صدمات قلب، و5 عربات طوارئ، مؤكدا عدم جدية الدولة في إكمال صيانة مبنى مركز مصراتة الطبي، مع أن إكمال صيانته أو تجهيز قسم الأمراض السارية به على أقل تقدير ـ سيحل كثيرا من المشكلات.
وأضاف بعيو أن الدولة لم توفر حتى الآن جهاز اختبار تفاعل البوليميرز المتسلسل “PCR” الذي سيوفر عناء نقل عينات المشتبه بإصابتهم إلى طرابلس، ويختصر ساعات انتظار نتائجها.
قرارات ومنشورات فحسب
وحصر رئيس اللجنة الدائمة للصحة ببلدية مصراتة “محمد التومي”، دعم الدولة لمجلسهم في مجابهة الفيروس، في قرارات ومنشورات توعوية وإرشادات فحسب.
وأوضح التومي، في حديثه للرائد، أن الدعم المادي المقدم من الدولة لا يرقى إلى الجهود المبذولة، مضيفاً أن ما قدمته لا يتعدى توفير بعض التجهيزات والمعدات الطبية لمركز الإيواء.
ولم يُخف “التومي” تقديم المركز الوطني لمكافحة الأمراض معدات حماية شخصية للأطقم الطبية والطبية المساعدة، لكنها في الحد الأدنى الذي لا يواكب حجم الاحتياج الفعلي، وفق حديثه.
وأشار التومي إلى أن تجهيزات مركزي المقاصبة والزروق الصحيين للكشف عن حالات الاشتباه اكتملت بالمجهودات الذاتية من الأهالي وبعض شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال.
تكاتف الجهود
لا يختلف حديث رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمة والاستجابة لمجابهة فيروس كورونا بمصراتة “الحسين الجمل” عن سابقيه، إلا أنه شدد على أنهم بحاجة إلى تكاتف جميع الجهود.
وكشف الجمل عن علمه بتعاقد الدولة لتوريد أجهزة تنفس صناعي، دون معرفة بإمكانية وتوقيت توفيرها، منوهاً إلى أنهم يولون اهتماماً باحتياجات خطة الاستجابة التي تضم ثلاثة عناصر رئيسية، المباني، والأطقم الطبية، ومعدات التطهير والتعقيم.
وأشاد الجمل بجهود الخيّرين الذين تبرع أحدهم بمركز للإيواء وأصلح آخرون مراكز الكشف، وثمن دور منظمتي الصحة العالمية وأطباء بلا حدود لإقامتهما دورات قصيرة لرفع كفاءة الأطقم الطبية والطبية المساعدة.