حذر عميد بلدية غات “قوماني صالح”، في مقابلة مع الرائد، من استمرار تجاهل الخطر القادم من المنطقة الجنوبية، لاسيما أن المنافذ خارج سيطرة الدولة، داعيا، في الوقت ذاته، رجال الأعمال في ليبيا إلى سرعة مد يد العون وتوفير الاحتياجات الضرورية، الطبية منها خصوصا، قبل وقوع كارثة إنسانية بالمنطقة.
هل البلدية مستعدة لمواجهة فايروس كورونا؟ وهل لديكم مستشفى؟
البلدية غير مستعدة لمواجهة هذا الخطر، ولا تملك أي إمكانيات لذلك، ومستشفى المدينة العام يخضع للصيانة منذ عام 2006، ولا نعلم الأسباب التي دعت كل الحكومات إلى تجاهل استكماله، ونعمل حاليا على تقديم الخدمة للمرضى من خلال مستوصف جهزته البلدية لهذا الغرض بإمكانيات متواضعة جدا.
نعلم أن المنطقة حدودية، فهل يمثل ذلك خطرا على السكان، لاسيما مع وجود روابط اجتماعية مع دول الجوار؟
حدود بلدية غات ما زالت مفتوحة، فهي منطقة صحراوية مترامية الأطراف ترتبط مع الجزائر والنيجر، ويستحيل السيطرة على منافذها لخبرة السكان في عبور الصحراء، ولذلك فالخطر الذي تشكله تلك المناطق غير محدود وسيكون تأثيره سيئا للغاية، وبلديتنا تتواصل مع وزارة الصحة ولجان الطوارئ المكلفة بمواجهة هذا الخطر، ولكننا بحاجة إلى الإسراع بتنفيذ خطوات جادة قبل فوات الأوان.
هل هناك فِرَق للعزل أو أجهزة كشف؟ أو فرق طبية مدربة على مثل هذه الحالات؟ ج3-البلدية لا تملك حتى غرفة عزل، ومركز مكافحة الأمراض لم يتواصل معنا حتى الآن لتحديد مكان لذلك، ونحن في البلدية اتفقنا على مكان “ما” إلا أننا لا نملك جهاز أشعة أو مقياس حرارة ناهيك عن عدم توفر أطقم طبية.
هل تلقيتم أي دعم مادي لمواجهة الخطر القادم؟ وهل هناك تواصل مع مركز مكافحة الأمراض بسبها؟
تواصلنا مع وكيل وزارة الصحة محمد هيثم ووعد بتوفير كوادر طبية لغات وبقية بلديات الجنوب، ونتمنى الإسراع بتطبيق هذه الوعود التي سيكون لها تأثير إيجابي، وقد قدمنا لوزارة الصحة قائمة بكل احتياجاتنا وننتظر الاستجابة، كما نتمنى أن تكون اليوم قبل غد، حسب تعبيره. س5-جهود الهلال الأحمر بالبلدية تُذكر فتُشكر.
فكيف ترى نسبة وعي المواطنين؟ وما دور البلدية؟ وكيف سيجري التعامل مع أول حالة اشتباه بالإصابة بفايروس كورونا لا قدر الله؟
الهلال الأحمر بالبلدية يقوم بجهود كبيرة في التوعية وتقديم المعلومات للمواطنين عن كيفية التعامل مع الفايروس وطرق الوقاية، كما جرى الاتفاق مع شركة الخدمات والنظافة على رش المبيدات وتنظيف الشوارع؛ حرصا على السلامة العامة.
وفي حال تسجيل أي حالة اشتباه فسننقلها إلى طرابلس، فالبلدية لا تملك أي إمكانات، ولم تتلقَّ أي دعم مادي، وأتوقع أن يكون الوضع سيئا للغاية، ولن نخرج منها سالمين، حسب تعبيره، وبدل أن يأتي مصاب سيأتي اثنان؛ إذ لا أحد سيترك قريبه المريض وحيدا مما سيزيد فرص انتقال المرض.
ماذا عن تقبل السكان لإجراءات من قبيل حظر التجول أو إيقاف الصلاة بالمساجد؟ وعلى من تقع مسؤولية التوعية في نظرك؟
بلدية غات أول بلدية طبقت فكرة حظر التجول قبل فرضه من الحكومات، وكما أسلفت فحدودنا مفتوحة والتسلل موجود، وتربطنا أواصر وعلاقات اجتماعية مع دول الجوار وبالتالي يصعب السيطرة على المنافذ أو إغلاقها ولو حاولنا ذلك، لكن نسبة الوعي لدى السكان والتزامهم بالحظر سيكون له أثره الإيجابي.
هل هناك عائلات عالقة في المنفذ؟ وكيف يجري التعامل معها؟ ومن يحمي المدينة في الوقت الحالي؟
قبل ثلاثة أيام كان هناك قرابة 30 شخصا على الحدود الليبية الجزائرية يريدون الدخول غير أن القوة الأمنية الموجودة بالمنفذ منعتهم بالقوة، فمنهم من رجع للجزائر ومنهم من لا يزال ينتظر، ولا نجزم بعدم دخول عدد منهم عبر مسالك الصحراء مترامية الأطراف.