ما إن علم الشعب الليبي مثله مثل شعوب العالم كافة بتفشي فيروس كورونا المستجد عالميا، حتى بدأ يتابع بكل دقة واهتمام متزايد ما ينشر عن هذا الوباء وآخر أخباره وطرق الوقاية منه بمختلف الطرق.
وبدأ المواطنون الليبيون يهتمون بكل تفاصيل الفيروس وطرق عدواه، وتجنب كل ما يمكن أن ينتقل من خلاله المرض الذي فتك بكثير ممن أصابهم في العالم منذ إعلان تسجيل أول حالة في مدينة ووهان الصينية التي كانت البؤرة الأولى له.
وقد تعامل الليبيون بسرعة مع أخبار انتشار المرض في دول الجوار، خاصة إيطاليا التي تعدّ لدى الليبيين دولة قريبة، ولديهم تعامل وتواصل كبير معها على جميع المستويات العامة والخاصة وفي جميع المجالات الاقتصادية والعلاجية.
وفي دليل واضح على الوعي امتثل الليبيون لكل الإجراءات التي أعلنتها المؤسسات والوزارات والهيئات والمراكز، وخاصة وزارة الصحة وتوجيهات المركز الوطني لمكافحة الأمراض، وأخيراً، طبق الليبيون الإجراءات التي اتخذها المجلس الرئاسي بحظر التجول من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا.
وظل المواطن الليبي يتابع كل ما ينشره المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أولا بأول، وآخر إجراءات الجهات التنفيذية العامة لمكافحة هذا الوباء الذي شل العالم كله، وجعل كل دوله تنكفئ على نفسها وتغلق حدودها وأجواءها أمام الداخل والخارج.
لا ننسى أن المواطن كان يواجه مصاعب كثيرة نتيجة تأخر مرتبات العاملين والموظفين في القطاعات العامة لمدة تقارب ثلاثة أشهر.
وعندما نزلت مرتبات يناير وفبراير، لم يجد المواطن الليبي فرصة لسحب مستحقاته من حسابه في المصرف نتيجة الإجراءات المتخذة في الجهات العامة والمصارف خاصة؛ حفاظاً على صحة المواطنين من الاختلاط، وخوفاً من الازدحام الذي كانت تشهده المصارف قبل هذه الجائحة، إذ لا يمكن أن يأتي كل المواطنين في وقت واحد ويوم واحد ليسحبوا مرتباهم.
ومع ذلك فقد التزم المواطن الليبي بالإجراءات المتخذة للمحافظة على صحته وصحة أسرته وكل من قد يقابلهم في الشارع والمصارف على الرغم من حاجته لمرتبه، خاصة بعد تأخره عنه لشهور واقتراب حلول شهر رمضان وحاجته إلى تسديد التزاماته الضرورية.