مرّ نحو أسبوعين منذ إعلان المجلس الرئاسي حالة الطوارئ في البلاد، وإغلاق كافة الحدود البرية والجوية، وإيقاف الدراسة، في ظل إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد في ليبيا.
وتزداد الصعوبات التي يواجهها المواطن في ظل استمرار عدوان حفتر، وتردي الوضع الاقتصادي جراء إغلاق الموانئ النفطية الذي أنزل باقتصاد الدولة خسائر تجاوزت ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار.
ومع اقتراب الحرب من إكمال عامها الأول، وإعلان تسجيل أول اصابة بفيروس كورونا المستجد ـ أصبحت حكومة الوفاق مطالبة بتحرك أكثر وأقوى لمكافحة كورونا من جهة وحفتر ومليشياته من جهة أخرى، فما المطلوب من الوفاق عمله؟
منح الصلاحيات للبلديات
وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي عبد الله الكبير، أن على حكومة الوفاق الاستمرار في دعم الجبهات ومنح كافة الصلاحيات للقادة العسكريين لإبعاد خطر الصواريخ والقذائف عن السكان المدنيين في طرابلس.
وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن على الحكومة زيادة حملات التوعية للمواطنين، وتقديم كل أنواع الدعم للمستشفيات والأطقم الطبية في الوقت نفسه لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وأكد الكبير أنه من المهم أيضا منح الصلاحيات للبلديات لاتخاذ كافة الإجراءات للتصدي لكورونا ولو كانت غير صادرة عن حكومة الوفاق؛ فالظرف لا يحتمل انتظار الأوامر من الحكومة المركزية، حسب تعبيره.
التزام الشفافية
ومن جانبه، يعتقد الكاتب السياسي علي بوزيد، أن حكومة الوفاق مطالبة بالتزام الشفافية والوضوح مع المواطنين، وتقديم خطاب متزن وصارم.
وأوضح أبوزيد، في تصريح للرائد، أن على الحكومة حل المختنقات الاقتصادية التي من شأنها جعل كل الإجراءات والتدابير الوقائية في مهب الريح، وخصوصا صرف المرتبات، والعمل على توفير السلع الأساسية.
وشدد ابوزيد على وجوب التنسيق المباشر وتوفير الدعم للبلديات لمواجهة هذه الجائحة.
العمل كفريق
أما المحلل السياسي فرج دردور فيرى أنه يجب على حكومة الوفاق أن تعمل كفريق واحد وتتوقف عن التشتت الذي تعيشه، وتجهز بعض المستشفيات من حيث التعقيم والأطقم الطبية.
وشدد دردور، في تصريح للرائد، على ضرورة تجهيز أماكن للحجر الصحي، وتوعية الناس بكيفية انتشار هذا الفيروس، وضرورة أن تمنع الداخلية التجول، وهي الخطوات الأساسية في ظل الوضع الحالي.
وأشاد درودر ببعض الخطوات التي تحققت، وبدور المواطنيين الذين تفهموا خطورة الفيروس من خلال التوعية العالمية، مشيرا إلى أن دولا كبيرة فشلت في السيطرة على الفيروس، مثل إيطاليا وأمريكا فما بالك بليبيا، حسب تعبيره.
فهل تنجح حكومة الوفاق في التغلب على العراقيل التي تواجهها مع استمرار عدوان حفتر وإغلاقه للموانئ وحلول فيروس كورونا المستجد ضيفا ثقيلا على البلاد؟