استمرت مليشيات حفتر في حصد أرواح المدنيين الأبرياء منذ بداية عدوانها، ولم تتوقف حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار الأول في يناير الماضي، والأخير الذي جاء بسبب جائحة كورونا.
وقتلت ميلشيات حفتر خلال أسبوع 7 مدنيين، بينهم 5 نساء، بقصفها العشوائي للأحياء السكنية في العاصمة.
وبعد كثير من الصبر والانتظار الذي كان على ما يبدو للاستعداد والتحشيد المنظم ـ فاجأت قوات الجيش الليبي اليوم مليشات حفتر بهجوم عنيف في أغلب محاور القتال، ووصلت طلائع قواتها إلى داخل قاعدة الوطية وجنوب صبراتة وأسرت العديد من قيادات مليشيات حفتر.
“عاصفة السلام”
وأعلن آمر غرفة العمليات المشتركة بالجيش الليبي اللواء أسامة الجويلي عملية عسكرية حملت اسم “عاصفة السلام” مستهدفة قاعدة الوطية الجوية ردًّا على قصف مليشيات حفتر المتواصل لأحياء العاصمة طرابلس.
وأضاف الجويلي، وفقا للمركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، أنهم قبضوا خلال العملية على عدد من مليشيات حفتر في قاعدة الوطية، بينهم مرتزقة أجانب.
“غضب البركان”
المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد طيار محمد قنونو أعلن انطلاق عملية “غضب البركان” ردًّا على القصف المتواصل لأحياء العاصمة من قبل مليشيات حفتر، وخرقهم المتكرر لوقف إطلاق النار.
وأكد الناطق باسم عملية بركان الغضب مصطفى المجعي للرائد، اقتحام قوات الجيش صباح اليوم لقاعدة الوطية والسيطرة على أجزاء منها، واستهداف مصادر إطلاق الصواريخ والهاون في محيط طرابلس وغنم ثلاثة آليات مسلحة.
وواصلت قوات الجيش تقدمها في محاور الطويشة والرملة ودمرت دبابة ومدرعة إماراتية وغنمت أخرى، في حين استهدفت مليشيات حفتر منطقة رابش أبوسليم بقذائف عشوائية أدت إلى احتراق سيارات الخردة هناك، ولم تتمكن هيئة السلامة الوطنية من إخماد الحريق حتى الآن بسبب استمرار القصف.
قصف المدنيين
وفي ردها على خسائر ها الفادحة في أرض المعركة أمطرت مليشيات حفتر الأحياء السكنية في طرابلس بالصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية.
وأعلن المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، إصابة ثلاثة مواطنين إثر قصف مليشيات حفتر مناطق السبعة وباب بن غشير وراس حسن وطريق السور وبئر التوتة، كما استهدفت مبنى جهاز الإسعاف والطوارئ، وأصيب أحد افراد هيئة السلامة الوطنية أثناء إخماد حريق في منطقة السبعة نتج عن سقوط صاروخ على المكان.
وأظهرت صور تداولتها وسائل الاعلام جانبًا من آثار القصف الصاروخي لمليشيات حفتر على مؤسسة الإصلاح و التأهيل بعين زارة الرويمي الذي يؤوي أكثر من 420 نزيلاً، وهو ما تسبب في إصابة أربعة من الشرطة القضائية.
ويرى مراقبوان أن هذا الرد لا يُتصور أن يكون وليد اللحظة أو رد فعل متهورا بل هو رد مدروس ومخطط له ويدل على كفاءة وجاهزية عالية لدى قوات الجيش الليبي كما حدث في تحرير غريان في يونيو الماضي.