عقب إعلان حكومة الوفاق حالة الطوارئ وإعلان إجراءات احترازية لمجابهة جائحة كورونا، انطلق حراك شبابي داخل مدينة مصراتة شمل حملات لتوعية الأهالي، وتعقيم مؤسسات المدينة، والمطالبة بإكمال المستشفى الوحيد في البلدية.
حظر تجول
مع غروب شمس الثلاثاء، بدأت دوريات تابعة لـ “غرفة الطوارئ الأمنية” في الانتشار في عدد من شوارع مصراتة، ومطالبة المارة بالالتزام بحظر التجول عبر مكبرات الصوت.
من بين الدوريات المتجولة، تحدث لنا مدير أمن مصراتة العقيد “محمد أبوبريدعة” قائلا، إن أهالي المدينة ملتزمون إلى حد ما بالقرار لكونه يحافظ على سلامتهم.
وأوضح “أبوبرديعة” لـ الرائد، أن المهمة كلف بها 250 ضابطا وفردا تابعين لأجهزة أمنية عدة.
حملات تعقيم
من داخل مقر تابع لجمعية الهلال الأحمر الليبي بمصراتة، يجري رئيس وحدة الدعم النفسي “فيصل جلوال” اتصالات مع ممثلين لمؤسسات خدمية بالمدينة لرشها وتعقيمها بمواد مطهرة.
وأوضح “جلوال” لـ الرائد أن حملتهم تقام بالتعاون مع جمعية الإمداد الخيرية، مضيفاً أنهم وضعوا مطلع الأسبوع الجاري علامات على أرضية عدد من مصارف المدينة توضح للعملاء أماكن وقوفهم بما لا يتجاوز المسافة الصحية الآمنة للوقاية من الفيروس.
وتابع بثقة أن موعدهم صباح الغد سيكون مع تعقيم أحد سجون الدولة.
يجب إكماله
داخل أسوار مستشفى مصراتة المركزي الخاضع للصيانة منذ 13 عامًا تجمهر مساء الأربعاء عدد من أهالي المدينة وممثلي نقاباتها المهنية الطبية.
وحذّر المتظاهرون، في بيان أصدروه، من “كارثة إنسانية لا تحمد عقباها” إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، ولم تستكمل صيانة المرفق الطبي الوحيد بالمدينة.
وحمّلوا، في بيانهم، المجلس الرئاسي ووزارة الصحة وجهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية مسؤولية عدم استكمال صيانة المستشفى.
“الزموا بيوتكم”
من على سيارة إسعاف تجوب شوارع المدينة يصدح مكبّر صوت يقول فيه منادٍ “عليكم بالبقاء في بيوتكم حمايةً لكم”.
يقول أحد المساهمين في الحملة “علي الشنطي”، إن ما يقومون به لا يعدو كونه واجبا مفروضا عليهم تجاه أهلهم؛ للإسهام في توعيتهم بأهمية التصدي لوباء كورونا.
ووفق ما تحدث به “الشنطي” لـ الرائد، فإن الجميع داخل المدينة مسؤولون عن إقامة الحملات دون التعويل على الحكومة في ذلك، فالجهود الأهلية لها رمزيتها وصداها، وفق قوله.
مجهود ذاتي
يشهد مستوصف “شهداء المقاصبة” التابع لإدارة الخدمات الصحية بمصراتة، أعمال صيانة يقوم بها بعض أهل الخير، بمجهودات ذاتية.
ووفق أحد القائمين على الحملة “الصادق الحداد”، فإن الغرض من صيانة المستوصف هو تهيئته ليكون “عيادة للكشف المبكر” عمّن تظهر عليهم أعراض “كورونا”.
وأظهرت الصفحة الشخصية لمحدثنا على “فيسبوك” صوراً لأعمال الصيانة وإيضاحا لقيمة التبرعات التي تسلمها، ومطالبات بالمساعدة في إتمام عملية الصيانة.