يحاول المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق عمل كل ما بوسعهم للحفاظ على سلامة المواطن من خطر وباء كورونا التي فتك بأكبر الدول في العالم وتسبب في مقتل أكثر من ألفين شخص؛ فأعلن الرئاسي حالة الطوارئ وخصّص مبلغ نصف مليار دينار للوقاية من الوباء، وسخر كافة إمكانيات الدولة لمجابهته.
إلا أن خطوات الرئاسي وحكومته قد يعصف بها تعنت حفتر الذي لم يكفه هذا الوباء العالمي للكف عن قتل المدنيين وإيقاف عدوانه، فشنت ميليشياته الأربعاء هجوما على منطقة عين زارة بقيادة مرتزقة الفاغنر، واستمر تعنته في قفل الموانئ النفطية التي ستسهم في مواجهة الوباء، مما قد يصعب على الحكومة مجابهة الكورونا.
على داعميه الحذر
المحلل السياسي المصري والمهتم بالشأن الليبي، خيري عمر، قال إن على الدول الداعمة لحفتر أن لا تنسى بأن تفشي فيروس كورونا في ليبيا، سيكون له تداعيات وتأثير كبير عليها وعلى جيرانها خاصة مصر.
وأضاف عمر في تصريح للرائد، إن الدول الداعمة لحفتر، يجب عليها أن تتوقف فوراً عن دعمه خاصة في هذا الظرف الذي يمر بالإنسانية، لإفساح المجال لحكومة الوفاق بأن تتمكن من مواجهة ومكافحة الوباء الذي إن زاد تفشيه وتمكنه فإن أثاره ستكون كارثية لا قدر الله، وفق قوله.
حفتر استغلّ الكورونا
من جهته تساءل المحلل السياسي والعسكري عادل عبدالكافي: كيف لنا أن نتوقع ممن يسفك دماء الأبرياء ويقتل المدنيين داخل منازلهم بصواريخ الغراد وقذائف الهاون أن يجنح إلى التعاطف مع أزمة إنسانية يمر بها الكون كله؟.
وأوضح عبدالكافي في تصريح للرائد، إنه فيما يتكاثف فيه العالم لحصار الوباء بإجراءات تحدّ من انتشاره؛ يحدث أن يقوم حفتر باستثمار الأزمة العالمية المتمثلة في وباء كورونا لتحقيق أجندته.
وأوضح عبدالكافي أن حفتر لا زال يستقبل الرحلات في خط مفتوح من دول قد يكون الفيروس انتشر فيها لجلب المرتزقة السوريين والروس والإمارتيين والسودانيين، وهذا الأمر قد ينشر المرض بين مرتزقته ومليشياته المحلية فضلا على انتشاره في المناطق المسيطر عليها حفتر.
ومع استمرار العدوان، دعت بعثة الأمم المتحدة وعددا من الدول بينها دول كبرى إلى وقف العدوان على طرابلس للسماح لحكومة الوفاق لمجابهة انتشار الوباء.