لم تسجل ليبيا رسميا حتى الآن أي إصابة بفيروس كورونا المستجد الذي تفشي في جل مدن العالم وبث الرعب والهلع بين الناس،
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ماهي استعدادات الكوادر الطبية عندنا والصعوبات التي تواجههم في التصدي لهذا الفيروس في حال دخل للبلاد لا قدر الله.
المجلس الرئاسي أعلن، السبت الماضي، جملة من القرارات الطارئة لمواجهة هذا الخطر الذي يتربص بالبلاد.
وخصص الرئاسي نصف مليار دينار لمعالجة الأزمة ة كما أغلق الحدود وحظر التجمعات لكن هل تكفي سلسلة الإجراءات هذه ليطمئن الناس.
صعوبات تواجه الأطباء
قال الدكتور بمركز طرابلس الطبي محمد أبوبكر، إن هناك عدة صعوبات تواجه الأطباء منها عدم توفر البدل الواقية، وعدم وجود حجرات لعزل المصابين المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا وحجرات العناية الفائقة.
وأضاف أبوبكر، في تصريح للرائد، أن الأسرة قليلة جدا ولا يوجد هناك تنسيق بين المستشفيات وعدم الاهتمام بالكادر الطبي، مطالبا الجهات المختصة بالقيام بدورات تثقيفية وتوفير أدوات حماية للأطباء.
وأشار أبوبكر، أن وزارة الصحة تسعى الآن إلى توفير البدل المختصة لحماية الأطباء، مؤكدا أنهم في استعداد تام في حال وجود أي حالات اشتباه بالكورونا أو إصابة حسبما يحتم عليه واجبهم الوطني والإنساني.
الاستعدادات جارية
وقال نائب مدير مركز الكلى ببلدية زليتن الدكتور المبروك بن حيدر، الاثنين، إن التجهيزات لمجابهة دخول فيروس كورونا للبلاد قائمة على قدم وساق من ناحية البلدية فوفرت ألبسة خاصة وأقنعة ومواد تعقيم وتطهير.
وأضاف بن حيدر، في تصريح للرائد، أن وزارة الصحة لم تقم بتوفير أي احتياجات طبية إلى الآن للبلدية، وأن المواد التي وفرت كلها من قبل أهل الخير بالمدينة، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى تجهيز مكان للحجر الصحي في حال وجود أي اشتباه لحالات كورونا والذي سيتم تجهيزه من قبل الوزارة.
وأوضح بن حيدر، أنه على مستوى مركز الكلى تم التواصل مع البلدية لتوفير جهاز غسيل كلى جديد يوضع في المكان المخصص للحجر الصحي في حال أصيب مريض غسيل كلى بفيروس كورونا تكون معزولة بغرفة خاصة بها مع جهاز الغسيل.
وبين بن حيدر، أن المركز قام بمحاضرات توعوية للوقاية من كورونا عبر الراديو الخاص بالمدينة وعبر الإذاعة المحلية للمركز وحددت طريقة الدخول للمركز عن طريق مدخل واحد ويتم تعقيم الداخلين إليه مع ممتلكاتهم وتعقيم وتطهير فوري للأجهزة بعد انتهاء المريض عملية غسله، مؤكدا أن هذه الإجراءات كلها من مجهودات ذاتية من الأطباء والعاملين بالمركز.
إغلاق المنافذ أفضل خطوة
وقالت عضو شبكة الرصد والاستجابة المربوطة بمنظمة الصحة العالمية فاطمة البكوش الاثنين، إن أفضل خطوة قامت بها الحكومة الآن لمنع دخول فيروس كورونا هي إغلاق المنافذ البرية والجوية ولكن هناك المنفذ مع مصر في المنطقة الشرقية لازال يشكل خطرا لعدم إقفاله حتى الآن.
وردت البكوش في تصريح للرائد، على الإشاعات التي تقول، إن هناك تكتم على وجود حالات إصابة فيروس كورونا في البلاد أن حالات الكشف تتم بإشراف فريق من منظمة الصحة العالمية وبحضورهم ويتم إرسال عينات المشتبه بإصابتهم إلى المنظمة وفي حال وجدت العينة إيجابية يتم إدخالها في منظومة دولية على هيئة خارطة لدول العالم باللون الأحمر أن هذه الدولة لديها حالات كورونا.
وأكدت البكوش، أنه لابد من وضع أي حالة قادمة من الدول الموبوءة بالمرض في الحجر الصحي فورا ويراعى المحجور من كافة الاحتياجات التي يطلبها، مبينا أن وزارة الصحة تعمل على تجهيز أماكن مخصصة للعزل.
وبينت البكوش، أن تحليل “البي سي أر” المختص بالكشف على حالات كورونا موجود لدى الوزارة بكافة مشغلاته وأدواته وطريقة الكشف به تكون بـ عمل التحليل وإذا كانت النتيجة “بي” إذا هو حالة كورونا وإذا “أي” فالنتيجة سلبية من الفيروس”.
ووجهت البكوش مطالبها إلى الكادر الطبي والوزارة وهو أداء واجبهم الإنساني الوطني تجاه الأزمة الحالية ومنع أخذ أي إجازات إلا للضرورة القصوى، والعمل يدا واحدة لمنع دخول كورونا للبلاد وتدريب الكادر التمريضي الذي يعتمد عليه بنسبة 80% والقيام بمحاضرات توعوية.