in

ليبيا على محك الكورونا … وسط أزمة سياسة واقتصادية قد تصعب مجابهتها

تواجه البلاد خطرا آخر يحدق بها قد يزيد من معاناة المواطن الذي شردته الصراعات السياسية والحروب العسكرية، وهو خطر انتشار وباء الكورونا العالمي الذي بدأ يتربص بليبيا بعد أن سجلت دول الجوار تونس ومصر والجزائر حالات مصابة بهذا الوباء.

وأعلن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج حالة الطوارئ والتعبئة لمواجهة تداعيات خطر فيروس وتفعيل خطة منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية للتأهب والاستجابة وتخصيص نصف مليار دينار؛ لمكافحة هذا الوباء.

خطر الوباء الذي لم تسجل ليبيا حتى الآن حالة مصابة بفيروس الكورونا بحسب ما أفادت وزارة الصحة، لكن مجابهة هذا الوباء قد يصعب على الحكومة مواجهته في ظل ما تشهده طرابلس من عدوان وإغلاق للموانئ النفطية.

وباء عالمي

الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد قال، إن الليبيين يمرّون بأصعب أزماتهم حالياً، فهم كما بقية الدول يواجهون وباءً عالمياً، والوضع لديهم مضاعف لعدة أسباب من أهمها الانقسام السياسي الذي أدى إلى ضعف السلطة التنفيذية وتردي مستوى أدائها جدا.

وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن الحرب على العاصمة طرابلس جعلت الحياة فيها شبه مشلولة ثم ثالثة الأثافي وهو إغلاق الموانئ النفطية بإيعاز من حفتر وهو ما نتج عنه تأخر إقرار الترتيبات المالية وتهديد حقيقي لوضعنا الاقتصادي الهش الذي لم يكن ينقصه إلا تهاوي أسعار النفط العالمية إلى أرقام قياسية.

وأكد أبوزيد أن كل هذه الأمور تجعل المواطن في دوامة من الأزمات تزداد عليه ضيقاً وضغطاً وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى انهيار ما تبقى من الدولة.

نقص الوازع الأخلاقي

ومن جهته رأى المحلل السياسي عبد المجيد العويتي أن نقص الوازع الأخلاقي هو أهم أسباب تفشي الأزمات أثناء الحروب، فالمعتدي يستخدم إقفال النفط كأداة ضغط على من يقاتله لكي يرزح المواطن تحت ضغط الحاجة فيخرج منادياً بأي حل حتى لو كان مجحفاً.

وأوضح العويتي في تصريح للرائد، أنه عندما تطرأ أزمة أخرى لا يتورع حفتر في استخدامها واستعمال سلبيتها كمدفع جديد يضيفه إلى آلات حربه غير الأخلاقية.

وأضاف العويتي، أن المواطن اليوم يقع بين مطرقة الكورونا وسندان إغلاق الحقول واليد التي تضرب بالمطرقة لتدق على السندان هي يد المعتدي الضارب بكل قوته خدمة لمصالحه ومصالح من يدفعون له استمراراً للأزمات ومفاقمتها.

معاناة الناس

وقال المحلل السياسي عبدالله الكبير، الأحد، إن ليبيا حتي الآن خالية من فيروس كورونا، ولكن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة ربما تزيد من معاناة الناس وهم أصلا يعانون من تضييق حفتر وتجاوزته عليهم.

وأضاف الكبير في تصريح للرائد، أن حفتر يغلق النفط لأسباب سياسية تخص مشروعه السياسي في إطار الضغط وإبلاغ المجتمع الدولي بنطاق سيطرته في ليبيا.

واوضح الكبير أن فيروس كورونا هو وباء عالمي من المستبعد أن تسلم بلاد في المعمورة من إصابة بعض مواطنيها به أو التأثر بتداعيته الاقتصادية والاجتماعية.

كُتب بواسطة محمد الغرياني

الداخلية تناقش حزمة من الإجراءات لمجابهة فيروس “كورونا”

الاتفاق على صرف مرتبات يناير وفبراير ومجابهة كورونا