بعد عشرة أيام من استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة المفاجئة من منصبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش نائبه سابق ستيفاني ويليامز كممثلة خاصة بالإنابة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وأنها ستستلم زمام الأمور إلى أن يعين بديل سلامة.
جاء هدا الإعلان عقب تسريبات بتعيين غويترش لوزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان العمامرة كمبعوث لليبيا، في انتظار انعقاد لمجلس الأمن الدولي الأيام القادمة للمصادقة على تعيينه.
لكن ما دلالات تعيين وليامز في هذا التوقيت؟ وهل ستسمر في منصبها المؤقت أم أنها ستعود نائبة للمبعوث الجديد؟
منع إهدار الوقت
وراى المحلل السياسي عبد المجيد العويتي أن تعيين ستيفاني ويليامز ستمثل مانعا لإهدار التوقيت السياسي الذي سينشأ خلال فترة البحث والتوافق لتسمية شخصية جديدة تخلف سلامة.
وبين العويتي في تصريح للرائد، أن هناك أخبارا تفيد بأن غوتيرش اقترح رمضان العمامرة الجزائري مبعوثا دوليا إلى ليبيا، مشيرا إلى أن هناك اعتراضا على تسمية العمامرة لهذا المنصب.
وأضاف العويتي، أن التوقيت السياسي الذي بدأت فيه فرنسا بمحاولة اللعب فيه بالتدخل ولعب دور بديل للبعثة في بيان الإليزيه الأخير الذي فصل فيه توزيع الميزانية العامة للدولة واقترح توزيعها بعيدا على سلطة المصرف المركزي في محاولة بائسة منها لدعم حليفها المفضل حفتر.
وأكد العويتي، أنه لابد على ستيفاني تكملة نشاط البعثة خوفا من ملئ فراغها من قبل أطراف أخرى.
خلاف مجلس الأمن
ومن جانبه أفصح الكاتب الليبي صلاح الشلوي أن هذا لا دلالة له على شيء سوى خلاف حول من يخلف المبعوث الأممي السابق لليبيا غسان سلامة بين أعضاء مجلس الأمن.
وقال الشلوي في تصريح للرائد، إن هذا يعكس بدوره حدة الخلاف الحاصل بينهم على الملف الليبي مجيبا على حول إمكانية ويليامز على جمع الفرقاء الليبيين أنه ليس هناك مشكلة كبيرة في جمع الليبيين.
عدم توافق
أما من جهته فأكد الكاتب الصحفي عبد الله الكبير أن عدم تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش مبعوثا جديدا إلى ليبيا إلى الآن ما هو إلا عدم توافق القوى الكبرى على البديل حتى هذه اللحظة.
وقال الكبير في تصريح للرائد، إن تكليف ويليامز ماهو إلا مؤقت حسب لوائح الأمم المتحدة وهي ستمضي في مسارات خطة سلامة وهي مؤهلة للعب دور بارز في تقدم المفاوضات نظرا للخبرة التي تتمتع بها في العمل مع سلامة.
صعوبة الاتفاق
قال المحلل السياسي فرج فركاش، إن تعيين ستيفاني ويليامز نتيجة اطلاعها الوثيق بخطة غسان سلامة ومن المتوقع استمرارها نظرا لصعوبة الاتفاق على بديل.
وأضاف فركاش في تصريح للرائد، أن ويليامز تدرك خارطة الأزمة في ليبيا ولكن ربما تنقصها “الكاريزما وتتسم بالهدوء” ولكن ستعوضها لو ضمنت دعم المسؤولين الأمريكيين لها.
وأكد فركاش، أن الأزمة تكمن في الليبيين أنفسهم ولن يكتب لويليامز النجاح ما لم يدرك الليبيين أنهم أصل المشكلة وأن يتنازلوا لبعضهم البعض وينبذوا الخلافات بعيدا عن الإملاءات الخارجية وفق قوله.
دور أمريكي أوسع
وقال المحلل السياسي علاء فاروق إن تعيين ويليامز بدل سلامة مؤقتا ربما يسمح تصدر الدبلوماسية الأمريكية للبعثة الأممية بدور أمريكي أوسع وأكثر اهتماما بالملف الليبي.
وأضاف فاروق في تصريح للرائد، أن ويليامز تملك خبرة طويلة في الملف الليبي خاصة والخطوة تسمح بمزيد من المفاوضات وتوسع دائرتها خاصة أنها قريب من الغرب الليبي “ومدينة مصراتة خاصة “.
وبين فاروق، أن الأهم هو أن تتعلم من أخطاء من سبقها من مبعوثين سابقين وعليها الوضوح أكثر في تشريح الأزمة الليبية ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم.