لم يجد قائد العدوان على طرابلس نظيرًا له سوى رئيس النظام السوري بشار الأسد المعزول دوليًّا وإقليميًّا وشعبيًّا الذي لا يزال يفتك بشعبه منذ تسع سنوات، يقتل منهم الآلاف ويهجّر الملايين، مرتكبا مجازر لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
حفتر المنقلب على الشرعية، احتاج إلى نظام بشار الأسد الدموي الذي يرمي شعبه بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية فيقتل الجميع دفعة واحدة وينسف مدنا وقرى برمتها، ليتعلم منه فنون التنكيل بشعبه، ويطلب منه مزيدا من المرتزقة “الشبيحة”.
مدرسة واحدة
الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد، لم يرَ في التقارب بين حفتر والأسد أمراً مستغرباً، فعلاوة على كونهما من مدرسة الاستبداد، فإن الدعم الروسي الذي يتلقاه الطرفان يجعل التقارب بينهما ضرورة ملحة، خاصة أن نظام الأسد يتولى نقل مقاتلي الفاغنر كما أكدت ذلك تقارير كثيرة عبر شركة طيران “أجنحة الشام”.
وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن حفتر ينساق في تقاربه مع الأسد ضمن خط محور الاستبداد العربي الذي تقوده مصر والإمارات والذي أعاد العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد.
وأشار أبوزيد إلى أن حكومة الثني التابعة لحفتر لم تجد نظامًا يعترف بها إلا نظام الأسد الدموي.
الدكتاتورية والإجرام
الكاتب والمحلل العسكري عادل عبد الكافي، رأى أن الديكتاتورية والاجرام والتمسك بالسلطة مهما كانت التكلفة ولو بجرائم الحرب والإبادة، هو ما يجمع حفتر ببشار الأسد.
وأضاف عبد الكافي، في تصريح للرائد، “لهذا نجد حفتر يطلب الدعم من بشار الأسد لإرسال مرتزقة من سوريا من طائفة “الدروز” للقتال في صفوف مليشيات حفتر، وهو الدعم الذي وصل بسرعة.
ووواصل عبد الكافي القول إن مرتزقة الشبيحة كان لهم تعامل سابق مع حفتر، ولكن لم يكن بهذا المستوى المرتفع عبر إرسال ما يقارب 1500 مرتزق على متن رحلات منتظمة بين سوريا وبنينا.
“الشبيحة” وسد العجز
الكاتب والصحفي إبراهيم عمر قال، إن حفتر بعد أن كان يسعى لإيهام العالم بعدم اراتباطه بالمعزول داخلياً وخارجياً بشار الأسد، أصبح مضطراً إلى التنسيق معه علنًا بعد العجز الذي وصل إليه في محاولته السيطرة على العاصمة.
ويعتقد عمر، في تصريح للرائد، أنه لا حفتر ولا الأسد سيتمكنون من البقاء طويلاً؛ بسبب الجرائم التي ارتكبها كل منهما ضد شعبه، وآجلًا إن لم يكن عاجلًا ستلاحقهم جرائمهم، وسيلاقون مصير القذافي أو يحاكمون لدى الجنايات الدولية.