عشرة أيام مضت أو تكاد من مارس الجاري، خيّم فيها الحزن والأسى على بيوت ليبية فقدت أبناءها وبناتها جراء القصف العشوائي لميلشيات حفتر على الأحياء السكنية الآهلة بالسكان.
قذائف “غراد” التي أطلقتها ميليشيات حفتر على منازل المدنيين وممتلكاتهم حملت معها الحقد والغضب على بيوت كانت آمنة مطمئنة قبل يوم الفتح المشؤوم وساعة الصفر النحسة.
مقتل 5 مدنيين
وتستمر هذا الصواريخ العمياء في حصد أرواح المدنيين العزل من أي سلاح والأبرياء من أي تهمة إلا تهمة البقاء في بيوتهم وممتلكاتهم، فقد قتل محسن محمد وماجد عبد الله بالحاج، وأصيب 5 آخرون بجروح متفاوتة، إثر قصف صاروخي على منطقة عرادة وشرفة الملاحة في سوق الجمعة.
وقتل طفل وأصيب 4 آخرون من عائلة واحدة جراء قذيفة أطلقتها ميليشيات حفتر على منزلهم بطريق الشوك في طرابلس، وقتل أيضا المواطن محسن الشبو والمواطنة بهجة بالحاج وأصيب 4 آخرون جراء قصف ميليشيات حفتر على منازل المدنيين بسوق الجمعة.
واستهدفت مليشيات حفتر منازل وأملاك المواطنين بصواريخ “غراد” أثناء خروج المصلين لصلاة الجمعة ببلدية أبوسليم، كما نجا الطفل أيوب خيري الغضوي من الموت بأعجوبة من شظية صاروخ “غراد” أصابت حقيبته عندما كان خارجا من مدرسة فلسطين ببلدية سوق الجمعة.
الأضرار المادية
وأظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الأضرار التي خلفتها القذائف الصاروخية العشوائية التي سقطت على منازل وممتلكات المواطنين المدنيين الآمنين بالمناطق المجاورة لمواقع القصف، في خرق متكرر لوقف إطلاق النار.
ولم تسلم سيارات الإسعاف كالعادة، فقد تضررت سيارة إسعاف كانت أمام مستشفى معيتيقة، أضافة إلى تدمير أجزاء من مبنى إدارة الخدمات الصحية بالمستشفى.
كما يواصل عناصر إدارة المفرقعات ومعالجة المتفجرات بهيئة السلامة الوطنية عمليات التمشيط وإزالة الألغام التي تهدد حياة المواطنين في الأحياء السكنية، حيث قامت خلال إحدى عمليات المسح بإزالة صاروخ طيران من مزرعة مواطن بمنطقة السبعة وقذيفة مدفعية من منزل مواطن بمنطقة القاسي.
مطار معيتيقة
وما إن فرح المواطنون بعودة مطار معيتيقة للعمل الذي وفر على سكان العاصمة طرابلس عناء ومشقة السفر إلى مطار مصراتة الذي يبعد عن العاصمة طرابلس أكثر من 200 كيلومتر تقريبا ـ حتى عادت ميليشيات حفتر إلى قذف حممها الصاروخية على المطار مما تسبب في إيقافة عن العمل.
وأسفر الاستهداف الأخير لمطار معيتيقة بعشرات الصواريخ إلى إصابة طائرة طيران البراق بوينغ 737 ، وطائرة الخطوط الإفريقية أيرباص A320، وخروجهما عن الخدمة بعد تضررهما ضررا بليغا، إضافة إلى تضرر برج الملاحة الجوية مما سيؤدي إلى إيقاف المطار إلى حين إشعار آخر.
وتستمر ميليشيات حفتر منذ أبريل الماضي في استهداف حياة الأبرياء وأرزاقهم وأحلامهم بحياة آمنة مطمئنة بعيدا عن الحرب والخراب والدمار ـ دون أي جدوى أو مكسب إلا المزيد من الدماء والأشلاء في حرب عدمية عنوانها الأبرز “أحكمكم أو أقتلكم”.