يواصل المجلس الرئاسي الصمت عمّا تفعله ميليشيات حفتر في الـ 36 ساعة الأخيرة من قصف للأحياء السكنية ومطار معيتيقة الدولي، وتسببها في تعليق العمل به لنحو 9 ساعات وتحويل الرحلات إلى مطار مصراتة الدولي.
الرئاسي لم يكلف نفسه هذه المرة حتى إصدار بيانات الإدانة التي سئمها المواطنون الذين يطالبونها بتحرك جاد لإنهاء هذه الانتهاكات ووقف الدمار والقتل الذي ترتكبه هذه المليشيات، فمليشيات حفتر استهدفت، الجمعة، العاصمة طرابلس بأكثر من 60 صاروخا نتج عنها إصابة امرأة وطفل وتضرر عدد من منازل المواطنين.
الرئاسي يمكنه فعل الكثير
الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الكبير يرى أن من الصعب فهم سلوك حكومة الوفاق ومواقفها المختلفة تجاه العدوان والدول الداعمة له، في الوقت الذي توجد فيه إجراءات عديدة يفترض أن تتخذها لكنها لا تفعل.
وفي تصريح للرائد، أضاف الكبير أن تشكيل حكومة حرب، وتكليف وزير للدفاع ينظم الجبهة، وتخفيض العلاقات أو حتى قطعها مع الدول الداعمة، وتعزيز الجبهة بالسلاح وكل مستلزمات الدفاع، من شانه أن يمثل ردّ فعل قويًّا على العدوان.
ويتابع الكبير أن الحكومة وكأنها تصر على البقاء في موقف رد الفعل على تطورات العدوان بينما بامكانها وينبغي لها أن تأخذ زمام المبادرة، وتتحول من الدفاع إلى الهجوم لإبعاد الخطر أو استئصاله من محيط طرابلس؛ لحماية المدنيين.
وتساءل الكبير عن الأسباب وراء تقاعس رئيس الحكومة عن التحرك الجدي تجاه هذه الملفات، مبررًا ذلك بأنها قد تكون جراء ضغوط خارجية من دول كبرى تحول دون اتخاذها مواقف قوية.
ضعف الحكومة سببه تكوينها
ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمد غميم، إن تشكيلة حكومة الوفاق التي جاءت في ظروف صعبة وخضعت لحسابات جهوية ومحاصصة، هو سبب عدم تمكّنها من إنجاز استحقاقات مهمة.
وأضاف غميم، في تصريح للرائد، أن حكومة الوفاق تملك الإمكانيات لتحقيق المطلوب والمرجو منها، ولكنها، للأسف، لا تستطيع أن تستخدم هذه الإمكانيات؛ لضعف المسؤولين فيها، وقلة خبرتهم في المجال السياسي والعلاقات الدبلوماسية.
مواقف لا تليق بحكومة شرعية
أمّا الكاتب والمحلل السياسي المصري والباحث في الشأن الليبي علاء فاروق، فقال إن هذه المواقف لا تليق بحكومة يفترض أن لها شرعية دولية وحلفاء إقليميين مثل تركيا وغيرها من الدول المساندة والمؤيدة.
وأضاف فاروق، في تصريح للرائد، أن حكومة الوفاق لايزال تعاطيها ضعيفًا جدًّا، وهي لا تريد الصدام مع البعثة ولا تزال تعول على المجتمع الدولي، مطالبًا إياها بأن تتصلب في مواقفها، خاصة أن الجيش الليبي مستعدّ لرد العدوان والهجمات التي تشنها ميلشيات حفتر.
وأكد فاروق أن هذه المواقف لا تصبّ في مصلحة حكومة الوفاق، خاصة في ظل استمرار العدوان، وعدم نجاح محادثات المسار العسكري التي لم تخرج بأي نتيجة.