أمطرت ميليشيات حفتر المعتدية العاصمة طرابلس بأكثر من 60 صاروخا عشوائيا تسببت في إصابة امرأة وطفل، إضافة إلى حدوث أضرار مادية بالغة، وبث الرعب والهلع في نفوس المواطنين صبيحة يوم الجمعة جراء أصوات القذائف.
وبالتزامن مع هذا القصف جدد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة دعوته لمجلسي النواب والأعلى للدولة إلى حضور جنيف واستئناف جلسات الحوار السياسي التي كان من المفترض أن تبدأ أولى جولاتها في 26 من فبرار الجاري لولا امتناع المجلسين عن الحضور وطلبهما التأجيل.
قصف بالصواريخ
العاصمة طرابلس قُصفت بأكثر من 60 صاروخ غراد، سقطت على مطار معيتيقة الدولي ومحيطه وأحياء سكنية في المدينة، كما أشارت المعلومات الأولية إلى إصابة امرأة جراء سقوط إحدى القذائف الصاروخية على منزلها، بحسب عملية بركان الغضب.
كما تساقطت عشرات القذائف على سوق الجمعة وقصور الضيافة بالعاصمة، وعلى محيط قاعدة معيتيقة مما دفع بإدارة المطار إلى تعليق الملاحة الجوية وإخلائه من المسافرين نتيجة هذا القصف الذي طال أيضا مستشفى معيتيقة الملاصق للمطار، وقد أجليت بعض الحالات الخطرة منه.
مسارات جنيف
وخلال مؤتمر صحفي هذا اليوم في جنيف، أبدى المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة اعتراضه الشديد على الانتقادات الموجهة للبعثة الأممية والحديث عن تدخلاتها في اختيار من يحضر جلسة مفاوضات المسار السياسي التي عقدت في جنيف الأربعاء الماضي.
وكان مجلسا النواب والأعلى للدولة في طرابلس قد علقا مشاركتهما في جولات الحوار السياسي إلى حين حصول تقدم في المسار العسكري، والتزام مليشيات حفتر بوقف إطلاق النار، غير أن البعثة الأممية تجاوزت هذين الجسمين وأعلنت بدء أول جولة من الحوار بدونهما.
الليبيون لا ينتظرون
وفي ردّ غير مباشر على تصريح رئيس المجلس الأعلى للدولة الذي طالب البعثة بتأجيل موعد جولات الحوار السياسي، قال سلامة “لم أستمع للرأي القائل بالانتظار؛ لأن الليبيين لا يريدون مني الانتظار، وتصلني يوميا مئات الرسائل من المواطنين تطلب مني المضي قدما”.
وأكد سلامة ضرورة المضي في المسارات الثلاثة دون النظر إلى النتائج قائلا “اتفقنا في برلين على أن المسارات متزامنة وليست متلازمة، وإذا حصل تقدم في مسار ما فلن نوقفه لانتظار المسارات الأخرى”.
وتصرّ البعثة الأممية على السير في دولاب المفاوضات دون قبول أي أسباب أو اعتراضات، ولو كانت منطقية، بحجة أنه لا وقت لديها لكي تنتظر أكثر، وأن الأزمة الليبية تسير شيئا فشيئا نحو حرب إقليمية، فلماذا هذا الإصرار من البعثة رغم اعترافها اليومي بخروقات مليشيات حفتر لوقف إطلاق النار؟