وسط تملل وغضب شعبي، يستمر ضابط الإعدامات في ميليشيات حفتر محمود الورفلي والمطلوب للجنائية الدولية في انتهاكاته مستظلا بشعار الجيش والشرطة ومفلتا من العقاب بسبب الدعم المباشر له من قبل قائد مليشيات الكرامة خليفة حفتر.
ويعود الورفلي إلى الأضواء مجددا بعد سجل حافل بالجرائم، لكن هذه المرة في جريمة استيلاء بطرق غير شرعية على قطعة أرض تملكها عائلة “الخفيفي” بمدينة بنغازي، بحجة أن مالك الأرض اشتراها من شخص مطلوب لمليشيات حفتر.
قبيلة العواقير تهدد بسحب أبنائها من طرابلس
عدد من أبناء قبيلة العواقير هددوا خلال اجتماع شعبي في بنغازي بسحب مقاتليهم من محاور القتال جنوبي طرابلس؛ إذا لم يتوقف الورفلي عن الاستيلاء على قطعة أرض يمتلكها أبناء عائلة الخفيفي التي ترجع أصولها للقبيلة.
وأضاف المجتمعون أن الورفلي يدّعي أن مالك الأرض اشتراها من شخص مطلوب لميليشيات حفتر، كما أنه يساوم صاحب الأرض إذا أراد البقاء فيها أن يقوم بدعم المليشيا التي يقودها بعشر سيارات.
استنكار لجرائم الورفلي
آمر ما يعرف بالقوات الخاصة “الصاعقة” في بنغازي ونيس أبو خمادة استنكر الاعتداءات على أملاك المواطنين وأنهم غير مسؤولين عن أي اعتداء على أملاك الدولة أو من بيوت أو أراضي أو عمارات أو محلات تجارية من قبل منتسبيهم.
ودعا أبو خمادة في مقطع فيديو مسجل الجهات الأمنية المختصة اتخاذ جميع الإجراءات ضد من يرتكب هذه الأخطاء مهما كانت رتبته أو المنصب الذي يتقلده في القوات الخاصة.
جرائم الورفلي
ويتبع محمود الورفلي كتيبة الصاعقة في بنغازي التي يقودها اللواء ونيس بوخمادة حيث من أبرز قادة ميليشيات عملية الكرامة المتّهمين بنبش القبور وقطع رؤوس الموتى والتمثيل بالجثث.
كما عرف الورفلي بلقب “ضابط الإعدامات” حيث ظهر في أكثر من فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وهو يُعدم أشخاص مقيدي الأيدي في بنغازي، كما تفيد معلومات بتورط الورفلي في مذبحة الأبيار حيث عثر على 36 شخصا أعدموا وأيديهم مكبلة إلى الخلف.
مطلوب للمحاكم الدولية
وكانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية فاتو بنسودا قد جددت في مايو 2019 مطالبتها للمرة الثالثة خليفة حفتر إلى اعتقال الورفلي فورا وتقديمه إلى المحكمة. حيث أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحق الورفلي لضلوعه في عمليات إعدام جماعي بمدينة بنغازي، وجاء في المذكرة أن المدعي العام طلب إصدار مذكرة توقيف للورفلي بسبب مسؤوليته الجنائية عن جرائم حرب ارتكبها عامي 2016 و2017 في بنغازي والمناطق المحيطة بها.
حفتر يرفض تسليمه
ورفض المتحدث باسم مليشيات حفتر أحمد المسماري في أغسطس تسليم الورفلي بحجة أن قضيته جرت داخل ليبيا وقال المدعي العسكري التابع لحفتر فرج الصوصاع، بأنهم لن يسلموا الورفلي إلى محكمة الجنائية الدولية.
وبحسب مصادر محليه فإن الورفلي يتحرك بحرية تامة، داخل بنغازي، وله مقرات داخل المدينة وأضافت المصادر نفسها تؤكد أن لا سلطة لأي جهة عسكرية أو أمنية على الورفلي وأتباعه.
ويلقى إفلات الورفلي من العقاب بكامل اللوم على خليفة حفتر الذي تعود اليه سلطة كل هذه الأجهزة وهو المسؤول الأول والأخير عنها ويجعله أيضا في دائرة المسؤولية، فلماذا لا يوقف حفتر هذا العبث بأرواح وممتلكات المواطنين يا ترى؟