مع ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا بشكل رهيب، كثفت العديد من الدول في إنتاج أقنعة الوجه الطبية؛ لتلبية الحاجة الملحة إليها. ويأمل الكثيرون من ارتداء هذه الأقنعة إلى إبطاء انتشار المرض، والتقليل منه، ولكن ما مدى جدوى هذه الأقنعة؟
راينا ماكنتاير، وهي أستاذة في الأمن البيولوجي العالمي بجامعة نيو ساوث ويلز، تجيب بالقول: “هناك طريقتان لانتشار الفيروس؛ إما عن طريق السعال أو العطاس، أو عن طريق التنفس عن طريق جزيئات صغيرة محمولة في الهواء، ويمكن أن تخرج هذه الجزيئات بالتنفس الطبيعي”.
وتضيف، بحسب ما ذكرت صحيفة “الغارديان”: “هذه الجزيئات الصغيرة يمكن أن تبقى في الهواء لفترة أطول، ويمكن أن تنتشر أكثر من الرذاذ الصادر من العطاس أو السعال”، وتقول ماكنتاير: “كانت هناك دراسات عن الإنفلونزا في أقسام الطوارئ، وأشارت النتائج إلى أنه وحتى بعد ثلاث ساعات من مغادرة المريض المصاب بالإنفلونزا، كان الفيروس لا يزال في الهواء”.
أما الأقنعة الطبيعة، فإنها يمكن أن تحمي من الرذاذات الكبيرة، وليس مصممة لحماية المرضى بشكل كاف، ولم تتمكن الدراسات من إثبات كفاءتها حتى الآن.
علاوة على ذلك، قالت ماكنتاير: “الأقنعة الطبية لا تخضع للرقابة، يمكن لأي شخص أن يبيع أي شيء ويطلق عليه قناعا طبيا”.
كما أن هناك بعض الأقوال التي تشير إلى أن ارتداء مثل هذه الأقنعة على فم دافئ ورطب قد يجلب العدوى بدلا من ردعها.
كاثرين مايسون بوث، عالمة الأحياء المجهرية، قالت إن القضية الرئيسية هي: “أن هذه الأقنعة ليست محكمة، ولا تقوم بالضرورة بتصفية الهواء من الجزيئات المحمولة جوا”.
وقد يؤدي ارتداء القناع إلى ردع مرتديها من التلوث الذاتي عن طريق عدم وضع أيديهم على أنوفعهم أو أفواههم، ولكن يمكننا التلوث ذاتيا عن طريق لمس عيوننا أيضا.
وقالت ماكنتاير: “نحن نعلم أن في أسواق ووهان وجدوا فيروس كورونا منتشرا على جميع الأسطح؛ لذلك يمكن لأي شخص كان يمضي هناك أن يصاب عن طريق الملامسة”.
ولا توجد فائدة تذكر في ارتداء القناع الطبي دون إجراء اختبار أنه مناسب أم لا. وتقول مايسون بوث: “إن مناطق مثل جسر الأنف والخد وتحت الذقن غالبا ما تكون أماكن يتسرب الهواء منها بدلا من مروره عبر مادة المرشح؛ لذا يتضمن الاختبار ارتداء جهاز التنفس الصناعي، ووضع غطاء بلاستيكي على الرأس، ورش محلول السكرين بداخله، بعدها تقول بوث: “إذا حصل وتسرب هواء إلى الداخل، فستتمكن من تذوق طعم حلو”.
وقالت ماكنتاير في الصين: “تجد العائلات تسير في نزهة وهي ترتدي الأقنعة، حتى دون وجود أي وباء، وأحيانا بسبب التلوث. أما في الثقافة الغربية، فإنه حتى في أماكن الرعاية الصحية هناك التزام منخفض جدا من قبل الناس عندما يتعلق الأمر بارتداء القناع”.
المصدر – عربي 21