تستمر ميليشيات حفتر محاولة تضييق الخناق على المواطنين وذلك بقصفها الممنهج للأحياء السكنية والمطارات والموانئ إضافة إلى إغلاق الموانئ النفطية والتسبب في خسائر مالية فادحة قاربت المليارَيْ دولار عدا الخسائر في الأرواح التي لا تقدر بثمن منذ عدوانها على طرابلس في أبريل الماضي، مع ما حالة الخوف التي يعيشها المواطن كل ليلة نتيجة تساقط القذائف العشوائية التي تطلقها هذه الميليشيات.
وكان آخر هذه الاعتداءات محاولة إغلاق ميناء طرابلس البحري عن طريق قصفه بصواريخ عشوائية مما جعل حكومة الوفاق تعلق مشاركتها في اجتماعات جنيف المعروفة بلجنة 5+5، واتهامها حفتر بمحاولة نشر الفوضى وضرب الاستقرار وافتعال الأزمات.
قصف ميناء طرابلس
آخر محاولات ميليشيات حفتر في التضييق على المواطن كانت قصفها الصاروخي لميناء العاصمة طرابلس البحري الثلاثاء، مما تسبب في مقتل 3 مدنيين وإصابة 5 آخرين، كما أعلنت وزارة الصحة.
وقالت مصلحة الموانئ التابعة لوزارة المواصلات، إن القصف ألحق خسائر مادية كبيرة بالسفن التجارية والبضائع الخاصة بالمواطنين، بحسب تقييمات أولية، مؤكدة أن القصف قد يعطّل وصول الأدوية والمواد الغذائية للمواطن.
كما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط إخلاء الميناء من ناقلات الوقود التابعة لها، محذرة من كارثة إنسانية وبيئية في حال تفجير شحنات وقود في هجمات مستقبلية.
قصف المدنيين
وتواصل مليشيات حفتر خرقها المتكرر لوقف إطلاق النار، وزيادة سجلها الإجرامي في استهداف المدنيين والأحياء السكنية بالعاصمة بالقذائف العشوائية التي تطلقها على مواقع كثيرة في العاصمة من أهمها كليات جامعة طرابلس.
فقد كان ضحية القصف العشوائي لميليشيات خليفة حفتر على منطقة الهضبة البدري بالعاصمة طرابلس في28 يناير الماضي، 4 أطفال، قتل 3 منهم ساعة القصف وتوفي الرابع بعد ذلك متأثراً بجراح أصيب بها إثر سقوط القذيفة على منزله وهو مالك عبدالحكيم الغزيوي.
إغلاق النفط
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط تراجع إنتاج النفط إلى 123 ألف برميل يوميًّا بحلول يوم الثلاثاء 18 فبراير الجاري، وتجاوزت الخسائر مليار دولار لتصل إلى مليار و736 مليون دولار.
كما جددت المؤسسة الوطنية للنفط دعواتها إلى إنهاء الإقفالات غير المسؤولة والمخالفة للقانون لمنشآتها، والسماح لها باستئناف عمليات الإنتاج فوراً من أجل ليبيا وشعبها، بعد أن أغلقت مجموعات تابعة لخليفة حفتر الموانئ وخطوط الأنابيب في 18 يناير عشية قمة برلين الخاصة بليبيا.
قصف المطار
اعتاد المواطنون في طرابلس على توقف حركة الملاحة الجوية لمطار معيتيقة الدولي من حين لآخر، وكان آخرها الخميس 13 فبراير بعد توقفه نتيجة تعرضه لقصف صاروخي مصدره مليشيات خليفة حفتر قبل أن يستأنف رحلاته من جديد.
ودأبت مليشيات حفتر على استهداف المطار منذ بداية العدوان على طرابلس في أبريل الماضي مما أدى إلى توقفه عدة أشهر متواصلة، وتحويل الرحلات إلى مطار مصراتة، وهو ما تسبب في ازدياد معاناة المواطنين والمسافرين.
ويؤكد متابعون أن ما تقوم به هذه الميلشيات من إلحاق الضرر بالمواطن في كل مناحي الحياة تقريبا يتناقض مع ما يُصدَّره إعلامها من أنها تسعى إلى إنقاذ الوطن وحماية المواطن، ولن يؤدي في النهاية إلا إلى ازدياد الإصرار والعزيمة على دحر هذه المليشيات ووقف عدوانها على العاصمة طرابلس بكل حزم وعزم.