يحتفل اليوم الاثنين الليبيون بالذكرى التاسعة لثورة السابع عشر من فبراير التي حررت الشعب من نظام العسكر الشمولي، وقضت على القذافي الذي حكم البلاد بالحديد والنار 42 عاما.
وتمر الذكرى الخالدة في أذهان الليبيين هذا العام وهم يقاومون ويدحرون عدوان حفتر على العاصمة طرابلس الذي يسعى إلى السيطرة على البلاد وإعادة حكم الفرد والعائلة ونظام العسكر الذي اكتوى بلهيب ناره الليبيون مدة طويلة، وجثم على قلوبهم وطمس حرية الرأي والفكر.
في الرابع من أبريل الماضي، تحركت مجموعات الموت المتمثلة في ميليشيات حفتر صوب طرابلس لإعادة حذاء العسكر والعودة بليبيا إلى ما قبل عام 2011، ولأن الرياح دائما ما جرت بما لا تشتهي سفن الانقلابيين أعلن القائد الأعلى للجيش الليبي حالة النفير العام لصد الغزاة الانقلابيين فلبى ضباط وجنود الجيش الليبي والثوار النداء، في مشهد يعود بنا إلى عام 2011 عندما انتفض الشعب واصطف الجيش إلى جانبه من أجل نيل الحرية.
العدوان الذي قاده حفتر وما صحبه من موت ونزوح ودمار وتهجير يدخل شهره العاشر، لكنه لم يمنع الشعب الذي تذوق الحرية لتسع سنوات من الخروج للميادين وتزيين الشوارع والسيارات احتفاء بالثورة، فلفبراير مكانة تخف عندها كل الجراح وتخمد فيها الأحزان وتعلو الأهازيج والأعلام والشعارات المؤيدة لها، وترتسم فيها البسمة على وجه الليبيين، في رسالة واضحة بأن فبراير عيد الحرية لا مكان فيه إلا للفرح والاحتفالات ولا مكان لحكم العسكر بين الأحرار.
وقد استُنفرت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش الليبي المرابطة جنوب العاصمة لكبح جماح حفتر الطامع في الحكم، لتأمين طرابلس ووضعت الخطط الأمنية اللازمة لتأمين الاحتفالات، فلا أمان لحفتر وميليشياته التي حنثت وغدرت في كل معاهداتها، ولم تشتفِ بعدُ من دماء الليبيين التي أريقت في كل أنحاء البلاد من أجل المتمرد حفتر.
احتفالات فبراير هذا العام لم تختلف كثيرا عن سابقتها رغم توجه فوهات البنداق إلى المدنيين، وانطلقت كعادتها قبل اليوم المنشود في الشوارع والأزقة في عدد من مدن البلاد، حاملين عبارات رافضة لحفتر وحكمه العسكري متعهدين بالمضي قدما إلى الدولة المنشودة، الدولة المدنية التي يكون فيها الجميع تحت طائلة القانون ولا أحد فوقه.
وكالعادة أبرز ما يميز فبراير في كل عام هو نبذ صور التمجيد والعبودية فترفع فيها أعلام البلاد وصور الشهداء الذين قضوا نحبهم من أجل الحرية والدولة المدنية بدلًا من صور الشخصيات المسؤولة في الدولة أو غير المسؤولة، وتسمع فيها الشعارات المنادية بوحدة تراب ليبيا.
ثورة فبراير هي مسيرة نضال من أجل تحقيق ما تعاهد عليه الشعب في عام 2011 للوصول إلى حلم دولة الدستور والقانون دولة الحرية والعدالة التي يحكمها القانون والتشريعات لا أهواء الأشخاص.