in

قفل النفط بين التخطيط الفرنسي والمفهوم السيسي…!!

إذا لم تضع حكومة الوفاق خطة للسيطرة على الحقول والموانئ النفطية، فإن استمرار فرنسا في الاحتفاظ بالسيطرة على النفط لصالح حفتر عن طريق الضربات الجوية الفرنسية العنيفة لأي قوة تقترب من المنشآت النفطية، يهدف إلى تمكين حفتر من السلطة بالابتزاز وتسديد ديون حربه.

ففرنسا احتفظت بورقة النفط عند حفتر كبديل عملي في حال فشله في الاستيلاء على طرابلس؛ لأن الهدف هو السيطرة على الموارد النفطية سواء عبر إدارة حفتر للمؤسسات المالية في طرابلس، او بإيقاع شلل في مؤسساتها، والاستيلاء على الموارد بخلق مؤسسات بديلة تصب فيها الإيرادات، والهدف ليس التوزيع العادل للثروة كما يدّعي السيسي، وإنما أن تقع إيرادات البلاد في يد حفتر لينفقها في سداد الديون التي تورط فيها ووعد بتسديدها عندما يستولي على حكم ليبيا، فمصر بعد أن توقفت هيئة التصنيع الحربي عن صناعة السلاح لسنوات طويلة، عادت وشغلت مصانعها بقوة منذ 2014 لتزويد حفتر بما يطلبه لتدمير ليبيا كتمهيد للسلطة، مع دفع جزئي من قبل الإمارات وما يسرقه حفتر من تهريب النفط على مدى السنوات الماضية، إلى أن يسيطر على طرابلس ويقوم بتسديد الديون التي رتبتها حربه، وكذلك الأمر ينطبق على كل الدول التي دعمته على أمل ان يسدد لها ديونها لاحقا.

وفي حال سيطر حفتر على إيرادات الدولة، سوف يختلق كل الذرائع لتخفيض المرتبات وإيقاف الدعم، وسوف يستخدم القبضة الحديدية مع كل من يتفوه بكلمة ضده، أو يشتكي من الجوع، وستجد إعلاميي الكرامة الذين سيستثنون من معاناة الليبيين، يروجون لدولة حفتر الاستبدادية وستنتشر الاعدامات بشكل واسع ورمي الجثث في الشوارع، حتى يرتعب الجميع ويتحول كثير من الشعب الليبي إلى مصفق على سواد ليله، مثلما بدأ يحصل في المنطقة الشرقية، الذين فرض عليهم أشخاصا بصفة مشايخ قبائل وهمية، في شكل عشرة جهلة يتقدمدهم جاهل يقرأ بيان تطبيل لحفتر.

ومع هذا الدعم فإن فرنسا لا تستطيع المواجهة بشكل مباشر والدخول في حرب حتى لا تحسب عليها أمام شعبها أي هزيمة، ولهذا ستظل تمد حفتر بالدعم الاستخباراتي والجوي الحربي، ولكن ما فشلت فيه فرنسا في غزو طرابلس، لن تستطيع تقديم أفضل منه لحفتر عند نقل الحرب للمنطقة الشرقية، وهذا يمكن لحكومة الوفاق التغلب عليه عن طريق الالتحام السريع بالموانئ، ثم نقل جبهات القتال إلى بنغازي…!!

فالوقت ضيق وإهداره سيكون بمثابة انتحار. وهذه ليست دعوة لحرب هي ما زالت قائمة، وتم فرضها علينا، ولكن هو تنبيه على ضرورة البقاء على قيد الحياة، لشعب أنهكته حروب حفتر، ويسعى لتجويعه بتسليم موارده للاعداء، وتوطين شعب آخر بديل عن الليبين يفوق عددهم تعداد الشعب الليبي، كمشاركة من حفتر في تنفيذ صفقة القرن، التي اتصل ترامب هاتفيا بحفتر ليشكره على قبوله المشاركة في تطبيق صفقته، ولعل بوادرها ظهرت في الاتفاق بين مشايخ برقة الوهميين المعينين من قبل بلعيد الشيخي، لتوطين 150 ألف مصري تحت غطاء عودة فرجان مصريين.

كُتب بواسطة ليلى أحمد

السعرات الحرارية في الكبدة.. ما هي فوائدها وأضرارها؟

عمليات سرت ـ الجفرة تؤكد تدمير منصة صواريخ “غراد” لمليشيات حفتر حاولت استهدافهم