رغم الدعم المكشوف والمستمر لدولة الإمارات والمساندة اللامحدودة لحفتر؛ بهدف وأد حلم الدولة المدنية عند الليبيين التي كافحوا من أجلها في 2011، ومازالوا متمسكين بها بعد سنين من الحروب المستمرة والمعاناة.
الدعم الإماراتي تسبب في قتل الليبيين في بيوتهم وهجرهم من مساكنهم وأحيائهم، ودمر بناهم التحتية، وعطل مدارس أبنائهم، وأرهق حياتهم، ولا يزال المجلس الرئاسي مستمراً في مهادنة دولة الإمارات كالدول الأخرى الداعمة لحفتر.
الإمارات لم توقف دعمها لحفتر طيلة السنين الماضية، وآخر ذلك الدعم ما كشفه موقع انتلجنس أونلاين الاستخباراتي الفرنسي، الذي أكد أن الإمارات زودت حفتر في ظرف أسبوعين بما يقارب 3 آلاف طن من التجهيزات والمعدات العسكرية، وهو ما يعادل الدعم الذي قدمته له خلال العام الماضي كله، وما زج الإمارات بالشباب السودانيين للقتال في صفوف ميليشيات حفتر؛ دعما لعدوانه على طرابلس، إلا دليلا على فظائعها في ليبيا، فلم لم يقطع المجلس الرئاسي العلاقات مع الإمارات؟ ولم يتساهل معها؟ .
أسئلة طرحناها على محللين سياسيين، في محاولة لكشف المستور، وفهم حقيقة سياسات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
قطع العلاقات يحرج الإمارات دولياً
الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد قال: إن استمرار العلاقة الدبلوماسية مع الإمارات أصبح لا محل له من الإعراب، خصوصاً وأنها شريك في العدوان، وقطع العلاقة معها من شأنه أن يزيد في إحراجها دولياً ويضغط عليها .
وأوضح أبوزيد، في تصريح للرائد، أن التعاطي الدبلوماسي للمجلس الرئاسي بحاجة لإعادة تقييم، فهو أداة مهمة في العملية السياسية، وترك الإمارات تتدخل بأريحية في الشأن الليبي لا يخدم القضية الوطنية.
العلاقة مع الإمارات في أدنى درجاتها
ومن جهته، اعتقد المحلل السياسي السنوسي الشريف، أنه لا يوجد حالياً سفير ليبي في الإمارات ولا العكس بطبيعة الحال؛ وهذا يدل على أن العلاقات الليبية الإماراتية في أدنى درجاتها وأسوأ حالاتها.
وأضاف الشريف، في تصريح للرائد، أن المجلس الرئاسي يعتمد على سياسة إبقاء شعرة معاوية مع الخصوم رغم كل شئ؛ وهذه السياسة في أقصى درجات المرونة لا تمارس فقط إزاء الإمارات، وإنما مع كل الدول التي تنتهج سياسة التدخل في الشؤون الليبية، وتؤجج العنف وتفرض مشاريع فيها من التهديد للأمن القومي الليبي والمغاربي والعربي والأفريقي فيها.
ماذا بعد 3 آلاف طن من الذخائر؟
وتساءل عضو المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمان الشاطر، وبعد 3 آلاف طن من الذخائر ترسلها أبوظبي لجيشها في ليبيا قائلاً، ألا يستدعي هذا الفعل اتخاذ خطوة قطع العلاقات معها؟ وواصل الشاطر في تغريدة له على حسابه في موقع تويتر تساؤلاته التي وجهها للمجلس الرئاسي، هل قطع لسان الحكومة، وشلت يدها؟، وهل حكومة الوفاق بصمتها تعبر عن موافقتها الضمنية؟.
فلماذا يمارس المجلس الرئاسي، سياسة المهادنة تجاه الدول الداعمة لحفتر، وخاصة الإمارات، في حين لا تزال تمارس سياسة الدعم اللامحدود لحفتر وتزوده بكل ما يريد أن يقتل به الليبيين في سبيل فقط أن يحكم بالقوة.