300 يوم تمر منذ بدء العدوان على طرابلس، شهدت خلالها انتهاكات قامت بها ميليشيات حفتر تجاوزات القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والمتعارف عليها.
ورغم ما قامت به هذه الميليشيات من استهداف مباشر للمدنيين والمطارات والأطقم الطبية، إلا أنها فشلت في تجاوز جدران العاصمة طرابلس، ورجعت تجر وراءها ذيول الخيبة والهزيمة في كل محاولة تقدم صوب طرابلس.
فشل العدوان كان السمة الأبرز خلال الـ300 يوماً التي مرت على الوطن مند بدء العدوان في الـ4 من إبريل من العام الماضي 2019 على الشرعية وعلى الدولة المدنية المنشودة التي ناضل من أجلها الليبيون في عام 2011.
المدنيون ضحايا حفتر
أبرز ما يمكن اعتباره فشلاً ذريعاً للعداون هو حجم الانتهاكات التي ارتكبتها ميلشيات حفتر من قتل وقصف وحالات تهجير لآلاف من السكان الآمنين في بيوتهم وأحيائهم، وتدمير لديارهم ومواطن رزقهم.
فقتلت ميلشياته أكثر من 284 مدني، بينهم أطفال ونساء، وأصابت 363 مدني بجروح، وقصفت بشكل متكرر وممنهج الأحياء الآهلة بالسكان بالعاصمة.
مؤسسات مدنية
وصبت هذه الميليشيات نيران غضبها بسبب فشلها المحتوم في محاولات السيطرة على طرابلس على الكلية العسكرية طرابلس وقفصت بطائرة مسيرة إماراتية طلبة الكلية كانوا نواة الجيش وأسفر عنه مقتل 33 طالبا.
ولم تتوقف انتهاكات الميليشيات ضد مؤسسات الدولة فقد استهدفت مطار معيتيقة الدولي أكثر من 22 مرة بشكل مباشر ما أدى لإقفاله بشكل مؤقت مرات عدة، بالإضافة إلى قصفها مطاري زوارة ومصراتة عدة مرات.
واستهدفت المستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف ومستشفى كلينكا ومخازن التعليم في عين زارة ومستودعات البريقة بطريق المطار وما خفي كان أعظم.
فشل ميداني
أما ميدانيا فلم يعد الأمر خفيا وبات فشل الميلشيات الغازية لطرابلس واضحا للعيان، فلم تستطيع هذه الميلشيات وقائدها تحقيق مرادها، وهو الوصول إلى طرابلس وسدة الحكم رغم استعانتها بمرتزقة من السوادن ومصر والفاغنر وتشاد.
فالحقائق على الأرض تبقى كما هي عليه منذ أن سيطرت قوات الجيش على غريان والعزيزية والسواني والزهراء واستعادت مناطق في عين زارة ووادي الربيع.
طغيان حفتر ترنح في نوفمبر الماضي عندما وقعت حكومة الوفاق اتفاقية تعاون أمني مع تركيا أضعفت موقف حفتر والدول الداعمة له بعدما أكدت أنقرة وقوفها بكل قوة مع الوفاق.
كل هذه الانتهاكات التي قام بها حفتر وميليشياته يطول سردها إذا فصلت فهي اختطفت ونكلت وصفت المعارضين وقطعت الطريق ما يعكس حالة الانهيار التي تعانيه طوال 300 يوم من العدوان.