لم يعُد يخفى على أحد التدخل الإماراتي المباشر في ليبيا، وإشعال فتيل الحرب بين أبناء الوطن عبر حفتر، واتضحت معالم هذا التدخل بعدما بدأ العدوان على طرابلس.
الإمارات لم يغب اسمها عن المشهد خلال الأشهر العشر للعدوان؛ لما ترتكبه من مجازر بحق المدنيين بطائراتها المسيرة وأسلحتها المتطورة التي زودت بها حفتر، وتقرير الأمين العام “أنطونيو غوتيريش” كان إزالة لآخر ورقة توت.
تورط الإمارات
وزارة الخارجية طالبت مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة بعدما زجت الإمارات بالشباب السودانيين في صفوف ميليشيات حفتر؛ دعما لعدوانه على طرابلس، مضيفة أن كل يوم يمر من العدوان على طرابلس يُثبت بما لا يدع مجالا للشك تورط الإمارات في قتل أبناء ليبيا، وإفشال أيّ تسوية سياسية.
وأكدت الوزارة أن نقل حراس الأمن السودانيين إلى حقول النفط في ليبيا يُثبت تورط الإمارات في دعم ميلشيات حفتر، مُبديةً استعدادها للتواصل مع السودان؛ لمعالجة أخطار تسرب مواطنيها إلى ليبيا من خلال تدخلات دول إقليمية ودولية.
دعم الإمارات لحفتر
وهاجم مندوب ليبيا في مجلس الأمن الطاهر السني الإمارات قائلا “إن تقارير دولية أكدت دعم الإمارات لحفتر المنقلب على الشرعية رغم البعد الجغرافي بين ليبيا وأبوظبي”.
وأوضح السني، في كلمته التي ألقاها أمام مجلس الأمن، أن دولا قدمت لحفتر السلاح والمرتزقة لدعم عدوانه على طرابلس، وأكد ذلك تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، ووجه السني حديثه لمجلس الأمن قائلا “إنه على الرغم من الجرائم التي ارتكبها حفتر ووثقتها التقارير؛ إلا أننا لم نسمع ذكراً للمعتدي في بياناتكم وقراراتكم”، مشيرا إلى أن ما قاله الناطق باسم حفتر من أنهم مقتنعون بأن الحل في البندقية يؤكد عدم نيتهم للسلام”.
السراج يتوعد بالملاحقة الدولية
وبعد كل هذه الخروقات والانتهاك الواضح والصريح لسيادة ليبيا، أكد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، أن انتهاك حفتر للهدنة “قد يجعلنا نعيد النظر في المشاركة في أي حوار قبل وقف هذه الانتهاكات، وانسحاب المعتدي من حيث جاء”.
وأوضح السراج، في تصريح له، أنه عازم على رفع دعاوى قضائية ضد كل من ساهم بإلحاق الضرر والأذى بالشعب الليبي، والمطالبة بتعويضات عادلة لأسر الضحايا، في إشارة منه إلى الإمارات وغيرها من الدول الداعمة لحفتر.
ويبدو أن خوف الإمارات التي تقع غرب آسيا وتفصل بينها وبين ليبيا آلاف الأميال، من انتشار النظام الديمقراطي في شمال إفريقيا ـ جعلها تتجرد من ثوب الإنسانية وترتدي ثوب الإجرام وتسفك دماء المدنيين الأبرياء في ليبيا.