شهدت العاصمة السودانية الخرطوم مظاهرات حاشدة منددة بتوريط الإمارات لشباب سودانيين في القتال في ليبيا، بعد أن خدعتهم أبو ظبي بتوفير فرص عمل لهم في الإمارات عن طريق شركة “بلاك شيلد”.
شباب من السودان وجدوا أنفسهم بعد أشهر من التدريب في الأراضي الليبية بعد أن وعدوا بتوفير أعمال مدنية لهم في الإمارات، قبل أن يتضح أن الإمارات تستخدم هؤلاء الشباب لضمان مصالحها في ليبيا عن طريق دعم انقلاب حفتر بالمقاتلين.
اعتصام بعض العائدين
فور وصول بعض الشباب المخدوعين إلى العاصمة الخرطوم، توجّهوا مباشرةً نحو السفارة الإماراتية، مؤكدين أنهم لن يتركوا أماكنهم ما لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية، وهو ما دفع الإمارات إلى الإصغاء لمطالبهم ووعدتهم بتسليم مستحقاتهم عن طريق سفارتها في الخرطوم.
أحد الشباب العائدين من ليبيا روى، في تصريحات صحفية، أنه كان في بنغازي قبل أن تعيده السلطات الإماراتية إلى الخرطوم رفقة 149 آخرين، في انتظار بقية رفاقه الذين يتجاوز عددهم 100 شاب.
الخارجية السودانية
بعد تصاعد موجة الغضب في أوساط أهالي ضحايا الخداع الإماراتي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أنها تتابع مع أبو ظبي مسألة إرسال شركة “بلاك شيلد” الإماراتية بعض المواطنين السودانيين للقتال في ليبيا.
وذكرت الوزارة، في بيان رسمي، أنها “تعمل مع الجهات والسلطات المختصة محليًّا ومع الإمارات؛ لحل قضية المواطنين المُرسلين إلى ليبيا عن طريق الشركة الإماراتية”.
وأوضحت الوزارة، أن الشركة الإماراتية استقدمت الشباب للعمل في وظائف حراس أمن، ثم أرسلتهم لحراسة حقول نفط في ليبيا، وهو ما يُعدّ إخلالا بشروط العقد، بحسب الوزارة.
من يحرس نفط ليبيا؟
ثم خرج وزير الإعلام السوداني “فيصل صالح”، الأربعاء، ليقول، إن حكومة بلاده طالبت الإمارات بإعادة المواطنين المُرسلين إلى ليبيا، والسماح بالعودة لمن يريد الخروج من الإمارات بشكل طوعي.
صالح أوضح، خلال مؤتمر صحفي، أن الشباب السودانيين ذهبوا للإمارات بعقود للعمل حراس أمن في الإمارات، إلا أنهم خُيّروا في أبو ظبي بين حراسة الأمن وحراسة المنشآت النفطية في ليبيا.
تورط الإمارات في دعم الفوضى وزعزعة استقرار ليبيا والعاصمة طرابلس تحديداً ليس وليد اللحظة؛ فبعد قيامها بإنشاء قواعد عسكرية لها شرق ليبيا لدعم العمليات العسكرية للانقلاب الذي يقوده حفتر على الشرعية ـ أثبتت اليوم ما نشرته صحيفة الـ “غارديان” البريطانية، في 25 ديسمبر الماضي، حول تورط أبوظبي في تمويل نقل مرتزقة للقتال في ليبيا إلى جانب ميليشيات حفتر.