تثير تصريحات الخارجية الروسية عن احتمال عودة حفتر إلى موسكو للتوقيع على الاتفاقية جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة عن سبب مغادرته لها في المرة الأولى، ومدى إمكانية عودته إليها بعد خرقه المتكرر للهدنة.
ويرى متابعون أن عودة حفتر لموسكو قد تكون بسبب انسداد كل الخيارات أمامه مع اشتداد المقاومة التي تواجهها مليشياته في طرابلس وعلى تخوم سرت، والتي كان آخر مشاهدها إسقاط طائرة مسيرة تابعة لها قرب مصراتة.
حفتر مستعد لزيارة ثانية
نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” قال، إنه لا يستبعد أن يقوم خليفة حفتر بزيارة جديدة إلى العاصمة الروسية موسكو للتفاوض.
وقال “بوغدانوف”، إن اتفاق وقف العمليات، على ما يبدو لنا، يحظى بالاحترام بشكل عام، وهناك انتهاكات خاصة.
وفي رده على سؤال حول جلسة اللجنة العسكرية الليبية، أكد “بوغدانوف” أن “روسيا تؤيد اجتماع الأطراف في أقرب وقت ممكن”.
حفتر فرّ من موسكو
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه ينبغي إيقاف حفتر الفارّ من موسكو وبرلين عن انتهاك وقف إطلاق النار؛ لتحقيق السلام في ليبيا، والتقدم في العملية السياسية، بحسب وكالة الأناضول.
وشدد أردوغان على أن “السراج قدّم امتحانا ناجحا في موسكو، وانحاز للاتفاق في برلين، وأما الطرف الآخر أي حفتر فإنه لم ينحَزْ للاتفاق، مؤكدا أن الألاعيب ذاتها تُنفَّذ في مجلس الأمن الدولي، وأنه بحث الموضوع مع الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش.”
حفتر وافق شفهيًّا
أما المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” فقالت، إن حفتر أعرب شفهيًّا عن التزامه بوقف إطلاق النار، لكنه لم يوقع على اتفاق الهدنة وبيان مؤتمر برلين، وقد وافق على تسمية 5 ممثلين عنه في اللجنة العسكرية.
وأعربت “ميركل” عن أملها في أن يتخذ حفتر خطوات إيجابية للالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا، مؤكدة أن وثائق مؤتمر برلين سيجري التصديق عليها في مجلس الأمن الدولي.
ويبقى التساؤل المطروح، بحسب مراقبين، هو مدى التزام حفتر بأي هدنة أو أي اتفاق مع الإصرار الكبير لدولتي مصر والإمارات وضغطهم عليه لمواصلة حملته العسكرية التي فشلت في الوصول لأي هدف وعجزت عن تحقيق أي مكسب سوى سفك المزيد من دماء الأبرياء.