ويستمر الكشف عن دور الطيران الأجنبي الداعم لحفتر في المجازر المرتكبة في العاصمة، فبعد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويترش الذي أكد أن طيران حفتر هو من تسبب في مقتل أكثر من 30 طالبا في الكلية العسكرية في طرابلس إثر استهدافهم بشكل مباشر، كشف تحقيق الأمم المتحدة الصادر، الاثنين، مسؤولية الطيران الداعم لحفتر عن مقتل أكثر من 53 مهاجرا غير قانوني، بعد استهدافه لمركز إيواء المهاجرين بمنطقة تاجوراء شرق طرابلس في يوليو من العام الماضي.
التحقيق أكد أن الغارة الثانية لطيران حفتر تسببت بمقتل كل هؤلاء المهاجرين، معتبراً أن المركز يُعد هدفاً مدنياً ومعروفا لدى حكومة الوفاق وعناصر حفتر.
حتى هذه اللحظة لم يخرج أي رد رسمي من قبل حفتر وأعوانه؛ إلا أن تعاملهم مع الأمر في السابق كشف عن أكاذيب وتضليل إعلام حفتر والناطق الرسمي باسمه، بعد محاولتهم تضليل الراي العام كالعادة على جرائمهم..
تفجير بعد القصف
في أول رد فعل رسمي على الحادثة قال المسماري، إن عناصرهم لم تستهدف المركز، بل استهدفت معسكراً لمن وصفهم بـ “الميليشيات”، موضحاً أن سبب مقتل المهاجرين يعود لتفجير حدث بعد القصف بمدة 17 دقيقة.
وعبر قناة “سكاي نيوز” الإماراتية، أوضح المسماري، أن عناصرهم ملتزمة بقواعد الاشتباك وقد قامت بغارات جوية استهدفت عدة مواقع في تاجوراء بشكل دقيق على حد زعمه.
حديث المسماري آنذاك حاول من خلاله امتصاص غضب المجتمع المحلي والدولي؛ جراء هذه الجريمة البشعة التي طالت مهاجرين عُزل، إلا أن تقرير الأمم المتحدة أكد الاتهامات التي وجهتها حكومة الوفاق لحفتر بارتكاب جرائم الحرب ضد المدنيين.
الرصاص بعد التفجير
تعرض المسماري لموجة استهجان كبيرة بعد محاولته استغفال الرأي العام؛ بقوله إن تفجيراً وقع بعد الغارة الجوية لطائراتهم هو من تسبب في مقتل المهاجرين، الأمر الذي دفع المسماري لتغيير روايته في اليوم التالي بعد تصريحات أدلى بها لوكالة “سبوتنيك” الروسية.
المسماري وخلال حديثه للوكالة، قال إن هناك مجموعة مسلحة في طرابلس تستخدم المهاجرين دروعا بشرية، مشيراً إلى أن تقرير الأمم المتحدة يوضح قيام عناصر الأمن المسؤولة عن تأمين المركز بفتح النار على المهاجرين.
التحقيقات السابقة للأمم المتحدة فيما يخص حادثة مركز الإيواء كشفت عن الدور التي تلعبه بعض الدول في خلق الفوضى وزعزعة استقرار طرابلس؛ لخلق حجج كافية يمكن أن يستفيد منها حفتر في حملته العسكرية للاستيلاء على السلطة.
حيث أوضح التقرير، أنه من المحتمل جدا أن الغارة الجوية نفذت باستخدام ذخائر دقيقة التوجيه ليلا بواسطة طائرات مقاتلة تنفذ هجمات برية تملكها إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن في إشارة للدعم الخارجي، وانتهاك قرارات مجلس الأمن لصالح دعم انقلاب حفتر.
لكن ومع فضح و إثبات كل هذه المجازر التي يرتكبها حفتر وعصبته لا زال المجتمع الدولي يكيل بمكيالين في التعامل مع الأزمة الليبية فلم يدن بشكل واضح هذا العدوان حتى الآن، وفشل مجلس الأمن في استصدار بيان أو قرار يلجم حفتر عن ارتكاب المزيد من هذه الأفعال أو محاسبته عليها لاحقا.