حمّل الرئاسي وتركيا، أكثر من مرة، حلفاء حفتر مسؤولية خرقه المتكرر للهدنة بقصفه أحياء طرابلس بالقذائف العشوائية، وشن الهجمات هنا وهناك على الرغم كل ما تعهدت به الدول الداعمة له في موسكو وبرلين من الالتزام بحظر التسليح، وإعلان رغبتها في الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة الليبية.
المتمرد لا عهد له
المجلس الرئاسي قال، إن “المتمرد حفتر” لا عهد له، محمّلا المسؤولية الكاملة عن عدم التزام حفتر بوقف إطلاق النار لرُعاة الهدنة، مشيرا إلى أنه وقّع عليها؛ تقديرًا لمكانة هذه الدول، وفق البيان.
ورأى الرئاسي أنه سيكون مضطرا إلى إعادة النظر في المشاركة في أي حوار؛ بسبب خرق عناصر حفتر المستمر للهدنة، كما دعا المشاركين في مؤتمر برلين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الخروق المتكررة للمليشيات المعتدية للهدنة ولمقررات المؤتمر.
عازمون على دحره
من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد محمد قنونو، عزم الجيش على دحر المليشيات التي برهنت مجدداً بأنه لا عهد لهم ولا ميثاق، بعد هجومها على منطقتي أبوقرين والقداحية.
وأوضح قنونو أن مرتزقة حفتر وميليشياته هاجمت المنطقة مدعومة بطائرات أجنبية، وهو ما يُضاف للغارات الأجنبية التي رصدتها الأمم المتحدة المدة الماضية، مضيفا أنها مستمرة في قصف الأحياء المدنية ومطار معيتيقة الدولي بالأسلحة الثقيلة عشوائيًّا.
حفتر لا يريد سلاما
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، “الحقيقة تكمن في أن حفتر لا يريد سلاما ولا عملية سياسية، وإنما حلا عسكريا”، مضيفا أن تركيا قامت بما يترتب عليها من أجل إقناع حكومة الوفاق الوطني الشرعية بوقف إطلاق النار.
وأكد أوغلو أن هناك دولا في المنطقة تسعى لإجهاض مساعي التهدئة، من بينها فرنسا التي تعمل على تقويض أي جهد لا تشارك فيه، وهي إحدى الجهات المسؤولة عمّا آلت إليه الأوضاع في ليبيا، مبيّنا أن باريس تتسبب باستمرار الفوضى في ليبيا، عبر تقديم مختلف أنواع الدعم لحفتر ومن ذلك الدعم بالسلاح.
وتجمع تصريحات المسؤولين بحكومة الوفاق وتركيا على أن حفتر مصر على رفض أي عملية سياسية واستمرار الحرب لأنه يراها سبيله الوحيد للوصول إلى سدة الحكم.
كما تبيّن تصريحات المسؤولين الأتراك والليبيين وجود دول داعمة لحفتر ترفض إلى حد اللحظة انتهاء الحرب والدخول في عملية سياسية؛ خوفًا على مكاسبهم وأطماعهم في ليبيا المتمثلة في الحكم العسكري الشمولي بقيادة حفتر.