أفعال خليفة على الدوم صارخة ضاربة بعرض الحائط في كل التصرفات والأفعال والأقوال التي تطالب بالسلام والحوار وإنهاء الحرب، فلا يؤمن إلا بلغة البندقية التي شردت وهجرت آلاف الأسر ودمرت منازلها.
حفتر الذي ذهب إلى موسكو ومن ثم إلى برلين من أجل وقف إطلاق النار والحوار وإنهاء الحرب التي اكتوى بنيرانها المواطن البسيط، عاد دون أن يوقع اتفاقية تعيد السلام إلى بلاده وشعبه، ورضخ لداعميه كالإمارات ومصر الذين لم يتشفوا من دماء الليبيين بعد.
من وراء هروب حفتر من موسكو
كشفت صحيفة تركية بعضاً من تفاصيل ساعات هروب حفتر من طاولة الحوار في موسكو، طالباً منحه فرصة من الوقت قبل أن يوقع.
وقالت صحيفة “خبر ترك” التركية، إن حفتر أجرى عديد المكالمات الهاتفية مع الإمارات، ومكالمات مع مصر قبيل مغادرته موسكو، وهو ما يعني أن أبوظبي والقاهرة طالبتا حفتر بالانسحاب وعدم التوقيع.
وهذا الأمر أغضب القيادة الروسية كثيراً، ووزير الخارجية سيرغي لافروف الأمر الذي تركه في موقف محرج، وهو الذي بذل خلال يومين مع وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو جهوداً مضنية من أجل أن يوقع طرفا ليبيا على الاتفاق الذي وقعه السراج في حين فر حفتر.
“هرب من برلين”
وفي موضوع متصل ومن زوايا مؤتمر برلين حول ليبيا، أفصح تقرير نشرته صحيفة “الكورييري ديلا سيرا” الإيطالية عن سلوك آخر لحفتر، الذي كان في شكل آخر من العناد والتمرد على المجتمع الدولي هذه المرة، والذي تمثل في عدم رده على مكالمة هاتفية من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأمر الذي أثار غضبها، أثناء محاولتها الحصول على موقفه من البيان الختامي لمؤتمر برلين، وفق الصحيفة.
وتقول الصحيفة إنه عند الساعة الخامسة من مساء يوم انعقاد مؤتمر برلين، رن جرس هاتف الغرفة التي كان يتواجد فيها حفتر في قصر المستشارية الألمانية، طويلا دون جدوى، وذلك نظرا لرفض حفتر الرد على مكالمة جديدة من جانب ميركل التي كانت تحاول الحصول منه على إجابة نهائية بخصوص نص البيان الختامي لمؤتمر برلين.
وأضافت الصحيفة، أن ميركل كانت أمضت طوال فترة يوم انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا، تتنقل بين قاعة المؤتمرات والغرفتين اللتين كان يتواجد فيهما رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وحفتر، اللذان كانا على بعد أمتار قليلة فقط من مكتب ديوانها.
وقالت الصحيفة إنه ووفقا لمصدرها الذي كان قريبا من ميركل في تلك اللحظات، فقد أكد بأن المستشارة انفجرت غضبا بالقول: “سننتظر فقط عشر دقائق أخرى، وإن استمر حفتر في عدم الاضطلاع بمسؤولياته، فسوف نختتم المؤتمر ونقر بما توافق عليه المؤتمرون”، وهذا ما حدث بالفعل، بحسب الصحيفة.
“حفتر لا يريد السلام”
من جانبها، وصفت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية قيام حفتر بإغلاق الموانئ والحقول النفطية قبل انعقاد مؤتمر برلين بأنه دلالة على أنه رجل لا يريد السلام، واصفة إياه بـ “أمير الحرب” في ليبيا.
وأكدت المجلة، في تقرير لها، أن الإمارات دعمت حفتر بأسطول من الطائرات الصينية المسيرة، وأرسلت له أنظمة للدفاع الجوي ومعدات وأسلحة أخرى، وأنه يسيطر على الأجواء بفضلها.
“عقبة السلام”
أما صحيفة الـ “إندبندنت” البريطانية فقد وصفت حفتر بأنه “أمير الحرب” الذي أصبح عقبة في طريق السلام في ليبيا.
وأكدت الصحيفة أن حفتر اعترف بأنه لا يملك السيطرة على كل القوات التابعة له، الأمر الذي أكدته بقول سفير بريطانيا السابق في ليبيا “بيتر ميليت” الذي قال إنه واجه عام 2018 حفتر بجرائم تصفية الأسرى والإعدامات التي يرتكبها عناصره دون محاكمات فكان رد حفتر عليه بأنني “لا أسيطر على القوات التابعة لي كلها”.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا، “جوناثان واينر”، قوله، إن حفتر رفض كل الفرص التي كانت متاحة لتوحيد المؤسسات الليبية ومواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في البلاد.
هذه الدلائل والاشارات تثبت أن المتمرد على الشرعية الوطنية والدولية، لا يهمه إلا نفسه وهدفه الذي يسعى إليه بالوصول إلى السلطة والكرسى وحكم ليبيا وحده دون منازع، وفي سبيل ذلك لايحسب أي حساب لشرعيات دولية ولا لمحلية ولا لمؤتمرات ولا لقرارت دولية.